تعرّضت المحامية وفاء زنادي، الثلاثاء الماضي، لاعتداء من طرف النائب عن الحركة الشعبية الجزائرية في عنابة، شبلي نبيلة بيازة، أثناء تردّدها على المحكمة للقيام بمهامها المعتادة، لتفاجأ بالنائب وهي تتهجم عليها بالسبّ والشتم، بسبب خلاف سابق بينهما، وتقوم النائب، بعد ملاسنات حادّة، بصفعها أمام من كانوا داخل حرم المحكمة. في روايتها لوقائع الحادثة، قالت المحامية زنادي، في اتصال مع ''الخبر'' أمس، إن النائب نبيلة بيازة زوجة شبلي، أقدمت على صفعها بعد خلاف بينهما حول العمل، حيث اتهمتها الأخيرة بالاستيلاء على القضايا الخاصة بمكتبها. وأوضحت أنها كانت تعمل في مكتب المحاماة الخاص بالنائب البرلمانية، حيث كانت تتكفل بتسييره طيلة الفترة التي انشغلت فيها النائب بالتحضير للحملة الانتخابية، مشيرة إلى أنها فضلت الانفصال عنها وتأسيس مكتبها الخاص بعد فراغ هذه الأخيرة من الانتخابات وتوليها مهامها كنائب، وهو الأمر الذي لم تستسغه نبيلة بيازة التي اتهمت المحامية باستغلال مدّة عملها في المكتب. وتطوّر الخلاف بين الطرفين، وفق المحامية، بعدما قامت ابنة النائب بالتدخل في الموضوع، حيث قابلت، صبيحة يوم الأربعاء، المحامية أمام مدخل المحكمة، لتنهال عليها بوابل من الشتائم، إلا أن المحامية طلبت منها عدم التدخل في الموضوع ''على اعتبار أن الخلاف يبقى بيني وبين والدتها وأنه لا يحق لها التدخل، إلا أنها استمرت في رفع صوتها ونعتي بأوصاف قبيحة وشتمي أمام المحكمة''، وهو ما دفع بمحدثتنا إلى إخبارها أنها سترفع عليها دعوى قضائية، تتهمها فيها بالسبّ والشتم ومتابعتها قضائيا، لتتركها وتدخل إلى المحكمة. وبحلول فترة الظهيرة، قالت محدثتنا إنها فوجئت بقدوم النائب نبيلة التي شرعت في رفع صوتها ومحاسبتها على سبب قرارها برفع دعوى قضائية ضد ابنتها بتهمة السبّ والشتم، لتجيبها محدثتنا: ''عليك الاهتمام أكثر بتربية ابنتك''، وهو ما أثار غضب النائب التي لم تتردّد في رفع يدها داخل المحكمة وصفع المحامية. وقالت وفاء إنها لم تكتف بذلك، وإنما ألحقتها بوابل من الشتائم والكلام الخادش للحياء مع شدّها من يديها. وأضافت أنها توجهت مباشرة إلى وكيل النيابة بالمحكمة لتقديم شكواها، إلا أن المعني، حسبها، أكد أنه لا يستطيع القيام بأي خطوة، نظرا لتمتع بيازة بالحصانة، لتتوجه، صبيحة يوم الخميس، إلى مقر هيئة المحامين في عنابة، من أجل تقديم شكواها ضد النائب وطلب المساندة من النقابة، إلا أنها فوجئت بردّ المتواجدين في المكتب بأنه ينبغي عليها انتظار حضور رئيس الهيئة، النقيب مجوعة مبروك، إلا أنه تضيف وفاء ''لم يحضر طيلة يوم الخميس إلى المكتب، لذا غادرت مساء ومعنوياتي محبطة''. روايات وشهادات وأفاد شهود عيان حضروا الواقعة، أن النائب تقدّمت بطلب إغفال تطبيقا لقانون حالات التنافي مع العهدة البرلمانية، غير أنها ظلت تتردّد من حين لآخر على مكتبها الذي كانت تشتغل فيه محامية. وفي يوم الحادثة، توجهت النائب شبلي إلى مكتبها وسألت عن المحامية زنادي، فقيل لها إنها في المحكمة. وعندما توجهت إلى هناك، وجدتها بصدد الخروج، حيث استفسرتها عن أمر يخص العمل، فردّت عليها بأن القضية تعنيها لوحدها، فثارت النائب وقامت بصفعها مرتين على الوجه، ما أثار ذهول الحضور الذين أبدوا تضامنا واسعا مع المحامية زنادي. يشار إلى أن نفس النائب كانت قد تناوشت شفويا مع أحد ضباط الدرك الوطني بالعاصمة، بعدما أوقفها بالطريق السريع بمخالفة منع السير على الممر الاستعجالي.