فجر انتحاري نفسه، أمس، في غاو شمال شرقي مالي، قرب جنود ماليين، أصيب أحدهم بجروح طفيفة. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن العريف في الجيش المالي، مامادو كيتا، إن الانتحاري ''وصل إلى مستوانا على دراجة نارية وكان من التوارف، وحين اقتربنا منه فجر حزامه الناسف''، مضيفا أن الانتحاري ''قتل على الفور ولدينا جريح مصاب إصابة طفيفة''، والعملية الانتحارية تشكل تحولا بارزا في عمل الجماعات الإرهابية في شمال مالي، وبذلك يكون المنحى يتجه للتشابه مع طبيعة المواجهة بين الجيوش الغربية و''القاعدة'' في أفغانستان والعراق، بالانتقال إلى تكتيك الحرب التخريبية. ويأتي هذا التفجير الانتحاري غداة إعلان الناطق باسم حركة ''التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا''، تبني زرع ألغام وشن هجمات على مواكب عسكرية واستخدام ''انتحاريين'' في تلك المنطقة. وقال الناطق باسم التنظيم الإرهابي، أبو وليد الصحراوي، إن ''حركة التوحيد تقف وراء انفجار سيارتين للجيش المالي بين غاو وهومبوري''، مؤكدا أن مجموعته ''تمكنت من خلق منطقة نزاع جديدة وتنظيم هجمات ضد مواكب وتدبير انتحاريين''. ومعلوم أن الجيش الفرنسي لم يعثر على أي مقاومة تذكر أثناء دخوله كبرى المدن في شمال مالي، ما دفع مراقبين لتوقع ردة فعل على شاكلة ''حرب العصابات'' قد تقودها الجماعات الإرهابية، وهو ما يتوافق تماما مع ما أبداه الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، من قلق إزاء إمكانية عودة المتمردين في مالي إلى القتال. وكان الجيش الفرنسي قد تحدث عن حصول ''اشتباكات'' قرب غاو، الثلاثاء والأربعاء، وقتل أربعة جنود ماليين في انفجار لغم لدى مرور سيارتهم بين دوينتزا وغاو. ورأى بان كي مون أن التدخل الفرنسي وجه ''رسالة حزم'' تشير إلى أن ''المجتمع الدولي لن يتسامح أبدا مع مثل هؤلاء الإرهابيين''. وفي إشارة إلى مشروع إرسال بعثة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة إلى مالي، أشار أن ''الأمانة العامة للأمم المتحدة لم تتخذ بعد قرارا'' في هذا الصدد، لافتا إلى ''أننا سنواصل مناقشة الوضع وتحليله''. وأوضح أن هذه العملية ''ستستغرق أسابيع عدة، لأن الفرنسيين أنفسهم يقولون إنهم يحتاجون إلى تقييم الوضع ميدانيا قبل اتخاذ قرار بالانتقال'' إلى آلية أخرى. وقال: ''لا أعتقد أن مجلس الأمن سيتخذ قرارا فوريا'' عبر إقرار قرار جديد.