عرف الجزر في آسيا من آلاف السنين، وحصاده حاليا يمتد تقريبا على مدار السنة. ويعتبر من الخضروات الجذرية والأكثر استهلاكا، ويحظى بشعبية كبيرة لدى الصغار والكبار، على حد سواء، لحلاوته، إلى جانب كونه غنيا بالقيمة الغذائية إذ يحتوي، بشكل عام، على أهم المعادن، كالبوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم والحديد. ومن مميزات الجزر غناه بالألياف الغذائية القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان، التي تنظّم سير العبور المعوي، وخاصة منها البكتين والسليلوز. أما كمية الطاقة التي تنتج من 100 غرام فهي حوالي 33 سعرة حريرية فقط، ومن ناحية الفيتامينات، فالجزر يعتبر، وبامتياز، من أكثر الخضروات الغنية بالبيتاكاروتين، الذي يتم تحويله إلى فيتامين ''أ'' داخل أجسامنا، والذي يعطي الجزر لونه البرتقالي. وتعتبر هذه المادة من المضادات للأكسدة التي تبطئ تطوّر تصلّب الشرايين، وتشارك في الآليات التي تحفّز المناعة وتساعد على منع العديد من الأمراض، بما في ذلك أمراض القلب. كما إن للجزر آثار وقائية ضد بعض أنواع السرطان، بالإضافة إلى أن استهلاكه اليومي يساعد على خفض ارتفاع نسبة الكولسترول والدهون الثلاثية في الدم، ولديه، أيضا، تأثير إيجابي في حالات الأمراض الجلدية، وكذلك فيما يخص مشاكل الرؤية، فالجزر يزيد الرؤية الليلية، ويحسّن البصر بفضل البيتاكاروتين بعد تحويله إلى فيتامين أ. وقد تعمّم هذه المنفعة إذا علمنا بأنه يحتوي، أيضا، على فيتامين (ج)، لذا من الأفضل أن يأكل الجزر نيئا أو يُطهى بسرعة في ''طنجرة'' الضغط لتقليص خسارة فوائده الطبية. أما الجزر المهروس مع الوزن نفسه من الأرز المطبوخ، فيعتبر مستحضرا صيدلانيا قد يعطي نتائج ممتازة خاصة في حالات الإسهال عند الرضع. والجزر واحد من الخضروات الأولى التي تقدّم للأطفال خلال التنويع الغذائي، أما لمرضى السكري فمؤشّر نسبة السكر في الدم للجزر منخفضة نوعا ما، لذا يستحسن أن يستهلك نيئا. وكما يبدو واضحا، فإن الجزر النيئ هو أحلى من الجزر المطبوخ، وإذا كنت تريد إنقاص وزنك، فاعلم أن الجزر بريء من السمنة، أما عصير الجزر فهو مفيد للصحة، باعتباره من المصادر الممتازة للفيتامينات، منها فيتامين أ وب1 وب6 وب9.