أعلن إطارات من التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، انشقوا عنه، عن تأسيس ''التنسيقية الوطنية من أجل مؤتمر استثنائي للأرسيدي''، انخرط فيها 57 عضوا من المجلس الوطني، فيما قللت قيادة الأرسيدي من هذا التحرك وشككت في خلفياته وتوقيته. طالبت قيادات في التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية بعقد مؤتمر استثنائي للحزب، في أقرب وقت ممكن. وقال عضو المكتب الوطني المكلف بالتنظيم، رابح بوستة، في ندوة صحفية عقدها أمس بالعاصمة، رفقة عدد من أعضاء المجلس الوطني للحزب من ولايات سطيف والمسيلة وبجاية، إن 57 عضوا من أعضاء المجلس يمثلون 26 ولاية يطالبون بعقد مؤتمر استثنائي جامع ''لإعادة تصحيح مسار الحزب وإنقاذه من حالة الجمود السياسي والهيكلي الذي يعيشه''. واعتبر بوستة، الذي تم فصله من المكتب التنفيذي للحزب منذ ديسمبر الماضي، أن ''هذا هو الخيار الوحيد الذي يعيد التوازن السياسي للحزب ويحد من الممارسات المنافية للنصوص القانونية للحزب ومن الضغوطات الممارسة ضد مناضلي وإطارات الحزب، والتي أدت إلى تهجير عدد كبير من هذه الإطارات وتفريغ الأرسيدي من كوادره الفاعلة''، في إشارة إلى النزيف الذي لحق بالحزب من خلال مغادرة قيادات بارزة على غرار جمال فرج الله وطارق ميرة وعلي ابراهيمي وحميد لوناوسي وغيرهم. وقال بوستة إن إطارات ومناضلين من 26 ولاية وممثلين عن المهجر يدعمون هذا المسعى، مشيرا إلى أن المشاورات ''مازالت متواصلة حتى ندفع قيادة الحزب إلى تحقيق مبتغانا''، مشيرا إلى أنه قبل الخروج إلى العلن وكشف هذه الممارسات، ''حاولنا لفت انتباه قيادة الحزب إلى هذا الوضع، عبر فتح نقاش داخل مؤسسات الحزب منذ لقاء أقبو بولاية بجاية الذي عقد قبل أسابيع، لكنها رفضت الاستماع لنا، وبدأت في المقابل في فصل الإطارات التي ترفض النهج الذي يسير عليه رئيس الحزب الحالي محسن بلعباس''. مشيرا إلى أن ''رئيس الحزب تسيطر عليه مجموعة من القيادات، أبرزهم رئيس الكتلة البرلمانية السابقة عثمان معزوز ورئيس المكتب الجهوري ببجاية ورئيس لجنة الطاعة''، مشيرا إلى أن ''هؤلاء قاموا بمنع ترشح قوائم للحزب لكونها تتضمن مناضلين في الحزب لا يشاطرونهم نفس الرؤية السياسية''. وسئل بوستة عما إذا كانت هناك اتصالات بين التنسيقية والرئيس السابق للحزب، سعيد سعدي، لطرح هذه المشاكل، فأجاب بالنفي، وردا على سؤال ل''الخبر'' عما تردد من كون مسعى عقد المؤتمر الاستثنائي يستهدف دفع الرئيس السابق للحزب، سعيد سعدي، للعودة إلى منصبه، قال بوستة إن ''هذا ليس هو الهدف الرئيسي، هدفنا هو عقد مؤتمر جامع يعيد لم شمل كل إطارات الحزب، وتكون فيه حرية الترشح لمنصب رئيس الحزب مفتوحة لكل إطار، وتجرى خلاله انتخابات شفافة ونزيهة لاختيار رئيس للحزب''. غير أن قيادة الأرسيدي لا تبدو مهتمة كثيرا بهذه التحركات، وقال المتحدث باسم الحزب، عثمان معزوز، ل''الخبر''، إن ''هذا الشخص (رابح بوستة) مفصول من الحزب منذ ديسمبر الماضي، وهو قيد المتابعة القضائية من قبل الأرسيدي بتهمة سرقة أجهزة إعلام آلي ملك الحزب واستغلال شعاراته''. وتساءل عمن يقف وراءه من السلطة التي ضمنت له تنظيم الندوة الصحفية''. وأضاف أن ''المجموعة التي تعمل مع بوستة للتشويش على نشاط الحزب هم من قدماء الحزب الذين لم تعد لهم أية علاقة تنظيمية بالأرسيدي، وبينهم مناضلون في الأرندي والأفالان''.