فحص الحمض النووي للإرهابيين الجزائريين في مخابر الأدلة الجنائية استند العسكريون التشاديون، في رواية مقتل مختار بلمختار، إلى اعتراف أسير من القاعدة وقع في يد القوات الخاصة التشادية، يوم الجمعة الماضي. وقال مصدر أمني جزائري إن التحقيق شرع فيه للتأكد من هوية عشرات القتلى من القاعدة والمنظمات المتحالفة معها، الذين سقطوا في معارك إقليم أزواد في الأسابيع الماضية. أفاد مصدر أمني جزائري بأن الرواية المتعلقة بمقتل مختار بلمختار استندت إلى اعتراف عضو في تنظيم القاعدة، أسرته القوات التشادية، حيث أكد أن مختار بلمختار قتل في المعارك خلال عملية اقتحام مخبأ جبلي في منطقة إيفوغاس. وأضاف المصدر أن القوات المشاركة في العملية العسكرية لم تتمكن، إلى غاية مساء ليلة السبت إلى الأحد، من الوصول إلى جثة مختار بلمختار في المخبأ الذي أرشدهم إليه الأسير. وقد شكك بعض المحققين من أجهزة الأمن في كل الرواية على أساس بعض الشواهد الميدانية. في سياق ذي صلة، بدأت مصالح الأمن المتخصصة في الجنوب الجزائري ومناطق أخرى عبر الوطن، في سحب عينات من الحمض النووي من أقارب عدد من المطلوبين بتهم الانتماء لجماعات إرهابية. وأعادت مصالح الأمن الجزائرية سحب الحمض النووي من أقارب عبد الحميد أبو زيد، وشملت عمليات الفحص 7 مطلوبين من ولاية ورفلة وعددا من المطلوبين في ولايات وادي سوف، بسكرة، غرداية، إليزي، تمنراست، باتنة، الجلفة، البيض وتيارت، ولم تشمل العملية أقارب مختار بلمختار. وقال مصدر أمني إن عمليات الفحص بالحمض النووي شملت أكثر من 30 شخصا، بعد أن استلمت مصالح الأمن الجزائرية عينات حمض نووي من جثث مسلحين من القاعدة وكتيبة الملثمين قضوا في المعارك الدائرة في جبال إيفوغاس، وأيضا خلال العمليات الحربية التي سبقت سيطرة القوات المتحالفة مع فرنسا على مدن شمال مالي. وتشتبه مصالح الأمن في أن العشرات من الإرهابيين الجزائريين سقطوا في معارك شمال مالي في الأشهر الأخيرة، وقال مصدر أمني جزائري إن كل مصالح الأمن في الدول المعنية بمكافحة الإرهاب في الساحل مهتمة بتحديد هوية المطلوبين الذين تمت تصفيتهم في العمليات الحربية، من أجل تمكين المحققين من تشكيل صورة حقيقية عن الوضع الميداني. وقال مختصون في الشأن الأمني إن الجهة الوحيدة التي تمتلك صورة كاملة عن التشكيل التنظيمي للقاعدة وباقي المنظمات، هي أجهزة الأمن الجزائرية، وحتى الفرنسيون والموريتانيون والماليون لا يمتلكون المعلومات بنفس الدقة المتوفرة لدى الجزائر، وهو ما جعل عملية التدقيق في هوية أغلب القتلى تتم في الجزائر. وتشتبه مصالح الأمن في سقوط قتلى من دول غربية وعربية وأخرى بعيدة عن المنطقة في المعارك الأخيرة في شمال مالي.