تساءل رشيد مخلوفي، نجم فريق سانت إيتيان الفرنسي في الخمسينات، عن سبب عدم وجود مرشحين في سباق رئاسة الفاف، عدا مرشح واحد، ووصف المتحدث العملية الانتخابية بالمغلقة، وقال المتحدث إنه حتى رئيس الجمهورية لن يستطيع هزم محمد روراوة، في ضوء المؤشرات الحالية التي يعرفها العام والخاص، بحسبه. وذكر المتحدث أنه دعا إلى فتح السباق لانتخاب رئيس الفاف، في أعقاب أحداث أكتوبر عام 1988، موضحا أنه كان يرأس الفاف، من دون أن يمر عبر الصندوق، ودعا حينها إلى تنظيم انتخابات لتحديد رئيس الفاف، لأول مرة خلفا له لاقتناعه وقتها برغبة الشعب في حدوث تحول ديمقراطي، ليس فقط في المشهد السياسي، بل أيضا في المشهد الرياضي، وما يحدث في الوقت الراهن، بحسب مخلوفي، هو غلق كلي للانتخابات، بنحو لا يسمح لمتنافسين آخرين بالبروز والترشح لمنصب رئيس الفاف. وعن سؤال حول سبب انخراط أعضاء الجمعية العامة في ما يسميه بعملية غلق الانتخابات، قال المتحدث إن الأعضاء هم إما رؤساء أندية أو رؤساء رابطات، وطالما أن هؤلاء، مثلما يضيف، لا أحد يضايقهم، فإنهم يؤيدون الرجل الذي يضمن لهم البقاء في مناصبهم. وفي رده على سؤال آخر حول سبب عدم وجود رد فعل قوي للسلطات العمومية لفرض فتح السباق الانتخابي، قال المتحدث إن السلطات راضية عن الرجل الذي يتكفل بتسيير الفاف، منذ أعوام ولا تتمنى أن يرحل. وكشف مخلوفي أن التعفن بلغ درجات قياسية، في الوقت الذي يفترض أن تكون لعبة كرة القدم مصدرا للأفراح وانعكاسا للقيم والنزاهة. وقال إن روراوة يمثل ''الديكتاتورية المخططة'' التي تحظى بمباركة الجميع، على حد وصفه. خيار الاعتماد على اللاعبين مزدوجي الجنسية لم يعط ثماره انتقد رشيد مخلوفي بشدة السياسة التي يسير بها المنتخب الوطني بالاعتماد الأعمى على اللاعبين مزدوجي الجنسية على حساب اللاعبين المحليين بغض النظر عن الانتماء والهوية والمستوى الفني. وقال ضيف ''الخبر'' متسائلا: ''هل تصدقون فعلا تصريحات اللاعبين السابقين للمنتخب الفرنسي بعد التحول للعب للمنتخب الجزائر بأن ذلك كان خيار القلب فعلا؟ أقول هذا الكلام وفي ذهني صورة زين الدين زيدان وهو يقبل القميص الفرنسي، أطلب منهم الكف عن مثل هذه التصريحات وعدم التلاعب بمشاعرنا''. وتساءل مخلوفي عن الفائدة التي جنتها كرة القدم الجزائرية من هذه السياسة وأضاف قائلا: ''السؤال المطروح ماذا قدم هؤلاء اللاعبون للمنتخب الجزائري، أين هم من دحلب وقريشي ومنصوري وغيرهم، لست ضد أي أحد منهم، لكني ضد هذه السياسة التي قتلت الحافز والأمل للاعب المحلي في الدفاع عن ألوان منتخب بلاده؟''. ويرفض النجم السابق لسانت إيتيان الخطاب الذي يروجه روراوة وغيره من المسؤولين الذين يربطون لجوءهم للاعبين السابقين للمنتخب الفرنسي بفشل البطولة المحلية في إنتاج لاعبين مميزين، وأوضح قائلا: ''تجربتي مع أكاديمية منتخب التحرير الوطني الموجودة في مختلف الولايات سمحت لي باكتشاف مواهب خارقة للعادة بحاجة فقط للعناية والاهتمام، أضف إلى هذا فإن الاعتماد الكلي على اللاعبين المكونين في فرنسا أفقد كل اللاعبين المحليين الحافز في الوصول للمنتخب الأول، وهو مشكل خطير يجب معالجته سريعا''. وإن ساند مخلوفي بقاء المدرب وحيد حاليلوزيتش في منصبه رغم النتائج المخيبة في نهائيات جنوب إفريقيا ووصفه بالمدرب الكفء، إلا أنه أكد على ضرورة أن يراجع إستراتيجيته في المنتخب من خلال الاهتمام أكثر بالمنتوج المحلي: ''حاليلوزيتش كان لاعبا كبيرا وأعتبره مدربا جيدا مادام أنه خريج المدرسة اليوغسلافية التي أنجبت أحسن المدربين في العالم، لكني أختلف معه في طريقة تسييره المنتخب وتجاهله التام للاعبين المحليين، لقد وقع في فخ السهولة، فليس من المعقول أن يهتم ويتابع أي لاعب ينشط في فرنسا أو أوروبا يحمل اسما جزائريا بغض النظر عن مستواه، عليه أن يذهب ويبحث في الحراش وفي سطيف وفي مختلف مناطق البلاد لتدعيم المنتخب''. الاحتراف في الجزائر فشل لم يخف المدرب الذي أهدى أول لقب للجزائر، أن تجربة الاحتراف سجلت فشلا ذريعا، وقال إن السرعة التي تم بها اعتماد الاحتراف، لم تكن مبررة. وفي رده على سؤال حول تهديدات الفيفا بمعاقبة الاتحاديات المخالفة لتعليمتها بخصوص الاحتراف، قال مخلوفي إن الهيئة الدولية لن تلجأ إلى خنق أي اتحادية وطنية، إذا اقتنعت بأسباب تأخير العملية الاحترافية. وقال إن الفيفا لن تستطيع فعل أي شيء في حال أن عددا من الدول طلبت تأجيل اعتماد الاحتراف والتحضير له جيدا للانطلاق على أسس صحيحة. وأضاف حتى وإن أقصت الفيفا الجزائر لهذا السبب، فإن الأمر لن يكون مأساة، لأن العقوبة قد تفيد الجزائر في تصحيح أخطائها، بحسبه. وأوضح أن اللاعبين الحاليين يعتبرون أنفسهم ناجحين في ضوء التجربة الاحترافية الراهنة، لأن هؤلاء يكسبون الأموال ويقودون سيارات فاخرة، لكن هؤلاء ليس لهم أي مستقبل في كرة القدم، وبرر مخلوفي السبب بتدني مستواهم الفني. وتحدى مخلوفي بالقول إنه مستعد لاقتراح ''مخطط معركة'' يمتد على سنوات، لإخراج كرة القدم من أزمتها. محاربة أسباب العنف قبل الظاهرة تأسف مخلوفي لحالات التوترات التي تشهدها مقابلات كرة القدم، وقال المتحدث إنه تحاشى دائما الدخول إلى الملاعب الجزائرية لهذا السبب، لافتا النظر إلى أن مقابلات كرة القدم يفترض أن تكون ساحات للتنافس النظيف، وأيضا مصدر أفرح ومتعة للجماهير، مشيرا إلى أن كل العوامل تشجع على العنف، وبعدها نسأل أنفسنا عن سبب استفحال الظاهرة، في إشارة إلى الملتقى الأخير الذي نظمته المديرية العامة للأمن الوطني لمناقشة مسألة تأمين المرافق الرياضية، وقال إن الأنصار يضطرون للتدافع لاقتناء التذاكر بالملاعب، كما يضطرون للتدافع للدخول إلى الملاعب عبر أبواب قليلة وضيقة، وعندما يدخل هؤلاء إلى الملاعب، يضيف المتحدث، يشاهد الأنصار مقابلات متوترة بين اللاعبين، ما يدفعه إلى التجاوب سلبا مع الأجواء المتوترة. قال مخلوفي روراوة حاول إغرائي في القاهرة كشف مخلوفي بأن رئيس الفاف الحالي محمد روراوة حاول إغراءه بمنصب المدير الفني الوطني حتى يضمه لصف ''المطبّلين'' لسياسته لكنه رفض بشدة ''كنت في القاهرة مع زوجتي واقترح عليّ يومها منصب المدير الفني براتب كبير وامتيازات كثيرة، لكني رفضت بشدة لأني أعرفه جيدا ولم أكن مستعدا لتقديم تنازلات، بعدها بعث لي مشرارة فرفضت مجددا، فحاولا بعد ذلك التقرب من زوجتي، متصورين بأنها ستؤثر علي لكنهما أخطآ العنوان''. روراوة غريب عن كرة القدم وحصيلته سلبية وصف مخلوفي حصيلة روراوة خلال عهدته الأخيرة بالسلبية على طول الخط وعلى جميع الأصعدة، مشددا على أن تحقيق مكاسب مادية للفاف ليس معيارا في ظل غياب سياسة وتخطيط ''روراوة غريب عن كرة القدم، ولا يكفى أن تكون مسيّرا جيدا لتسيّر جيدا كرة القدم، حصيلته كارثية في كل المنتخبات، لا يوجد تخطيط والنتائج غائبة في كل الفئات لغاية المنتخب الأول''. لسنا أغبياء لنصدق أن الفاف لا تسير بأموال الدولة قال مخلوفي إن حديث روراوة عن كون الفاف تسير ذاتيا من دون دعم الدولة مغالطة كبرى لا يجب السكوت عنها ''هو يقول إن الفاف تعيش بفضل مواردها الخاصة بعيدا عن دعم الدولة، هل يسخر منا، هل يعتقد أننا أغبياء لهذه الدرجة، أليست عوائد الإشهار من شركات تعمل في الجزائر وتجني أموالا وتدفع الضرائب في الجزائر''. من حق أي جزائري الحديث عن المنتخب استنكر مخلوفي تصريحات محمد روراوة الذي قال إن كرمالي يبقى المدرب الوحيد المخول له الحديث عن المنتخب، وصرح قائلا: ''كلام غير مسؤول، لقد حاول أن يستعمل كرمالي كأداة ليضربنا بها وهو واحد منا من فريق جبهة التحرير، مهما فعل فهو لن يمحو التاريخ، وما حققناه في الألعاب المتوسطية والإفريقية ونهائيات مونديال 1982و1986، المنتخب ملك الجميع ومن حق كل الجزائريين الحديث عنه''. المديرية الفنية بحاجة إلى رجل قوي الشخصية انتقد مخلوفي بشكل مباشر المدير الفني الوطني، بوعلام لعروم، ولم يتردد في القول بأن منصبا حساسا مثل هذا يحتاج لرجل قوي الشخصية، غير خاضع تماما لرئيس الفاف، كما هو عليه الحال مع لعروم وقال: ''منصب المدير الفني منصب في غاية الأهمية، يتطلب شخصية قوية فهو المعني بتخطيط سياسة الكرة الجزائرية وليس رئيس الفاف الذي يتدخل حاليا في كل شيء''. غولام محبط لأنهم وعدوه باللعب أساسيا في ''الكان'' كشف مخلوفي بأنه التقى المدافع الدولي فوزي غولام في سانت إيتيان ووجده محبطا بعد عدم إشراكه في نهائيات ''الكان'' الأخيرة: ''لقد قال لي إن رئيس الفاف وعده باللعب أساسيا في الكان الأخيرة وهذا من أجل إقناعه باللعب للجزائر وأبلغته من جهتي بأن المدرب هو المسؤول عن إشراكه وليس الرئيس، وجدته محبطا لكنه ليس نادما على اختيار الجزائر''.