أضرم شاب تونسي النار في جسده بالشارع الرمز للثورة التونسية ''الحبيب بورقيبة'' بالعاصمة، وسط حالة من الفوضى والذهول أعادت إلى أذهان المواطنين صورة البوعزيزي. أكد علي السايحي، أحد شهود العيان ل''الخبر''، أن الشاب صرخ بصوت عال قبل أن يضرم النار في جسده أمام المسرح البلدي قائلا: ''الله أكبر... هذا ما يجري للشباب التونسي''. وأضاف السايحي، الذي كان يجلس في مقهى قريب من الحادثة، أن ''عون أمن انتزع سترته وحاول إطفاء النيران من على جسد الشاب، وقد ساعده في ذلك جمع من المواطنين، حيث تمكنوا من إطفاء النيران قبل أن تنتشر في كامل جسمه''. ونقل الشاب على جناح السرعة إلى مستشفى الحروق البليغة بمحافظة بن عروس لتلقي الإسعافات اللازمة، حيث أكد مصدر طبي ل''الخبر'' أن الشاب أصيب بحروق من الدرجة الثالثة على مستوى الظهر وخلف الرأس. وحسب المعطيات الأولية، يدعى هذا الشاب التونسي عادل الخذري، 27 سنة، أصيل محافظة جندوبة وهو يتيم الأب الذي توفي منذ أربع سنوات وترك له أربعة إخوة يقوم بإعالتهم من خلال بيع السجائر. وقد أعادت هذه الحادثة إلى أذهان التونسيين صورة محمد البوعزيزي، مفجر الثورة التونسية، الذي أشعل النار في جسده في 17 ديسمبر 2011 احتجاجا على مصادرة شرطية لعربة الخضار. يقول شاهد عيان آخر، وهو وليد بوكريبة، 33 سنة، كان يتأمل مكان الحادث وعلى وجهه علامات الذهول والحيرة، ''نفس الصورة ونفس الأسباب، هذه نتيجة طبيعية للوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي نعيشه.. فقر، ارتفاع في الأسعار ونسب بطالة تتفاقم''، وأضاف بوكريبة ل''الخبر'' قائلا ''لم يتغير شيء في تونس بل بالعكس ازدادت وضعيتنا بؤسا''. ويعيش التونسيون، منذ سنتين، أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية بسبب ضبابية المشهد السياسي وغلاء المعيشة وارتفاع نسب البطالة التي وصلت إلى حدود 17 بالمئة في .2013 ومن جهة أخرى أجل المجلس التأسيسي التصويت بالثقة على حكومة علي العريض، بعد نقاشات ساخنة، أمس، أعقبت تقديم رئيس الحكومة التونسية المكلف، علي العريض، برنامج حكومته. وقال علي العريض، خلال عرضه لبيان حكومته خلال الجلسة التي عقدها المجلس التأسيسي، أنها ستعمل على تهيئة الظروف لإجراء الانتخابات العامة الرئاسية منها والبرلمانية، وبسط الأمن ومقاومة الجريمة والعنف.