قام شاب تونسي اليوم الثلاثاء بإضرام النار في جسده وسط تونس العاصمة تزامنا مع قيام السيد علي العريض بتقديم تشكيلته الحكومية أمام أعضاء المجلس التأسيسي من اجل نيل الثقة. وقد حاول الشاب الانتحار مما تسبب له في حروق من الدرجة الثالثة بعدما سكب كميات من البنزين على بدنه حسب مصادر صحية.ووفق أقوال شهود عيان فان الشخص - الذي يبلغ من العمر 27 عاما والذي يقتات من بيعه للسجائر- تعرض للعديد من المضايقات من طرف أعوان الشرطة الذي يشنون حملات لمنع التجارة لفوضوية. ولقد نقل المصاب إلى مستشفى متخصص في الإصابات والحروق وهو في حالة خطيرة عدما أصيب بتشوهات كبيرة وحروق بليغة من الدرجة الثالثة. يذكر أن "ثورة الياسمين" التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي اندلعت عندما أقدم البائع المتجول محمد البوعزيزي على إضرام النار في جسده يوم 17 ديسمبر 2011 بمدينة سيدي بوزيد احتجاجا على مصادرة الشرطة لعربة الفواكه والخضار التي كان يعيش منها لتنفجر بذلك موجة غضب عارمة اجتاحت البلاد. وتعرف تونس منذ قيام "ثورة الياسمين " اضطرابات اجتماعية حادة طالت مختلف الفئات والجهات جراء نقص المشاريع والبرامج التنموية وتفاقم ظاهرة البطالة والفقر وغلاء المعيشة . وانعكست التوترات الاجتماعية بشكل سلبي على الديناميكية الاقتصادية وعلى القطاع السياحي الذي تراجعت عائداته ومداخيله. كما تأثرت الاستثمارات المحلية والأجنبية جراء ظاهرة الاعتصام والإضرابات عن العمل مما جعل الأوساط الاقتصادية تدق ناقوس الخطر بعدما أغلقت زهاء 200 مؤسسة أجنبية لأبوابها بحثا عن وجها ت تجارية أخرى .