أصيب سكان قرية الشهيد بن عيسى عكاشة ''الفرش'' سابقا، ببلدية سبدو في تلمسان، بصدمة، مساء أمس، بعد اكتشاف جثة الصبية بوكليخة سناء، المختفية منذ مساء الخميس الماضي، مقتولة خنقا ومخفية في برميل في بيت لا يبعد عن سكن عائلتها إلا بحوالي 200 متر. كانت الصدمة والغضب كبيرين، لما تم التعرف على الفاعل الرئيسي، وهو زوج والدة الضحية، الذي استعان بشريك ليقترف فعلته الوحشية. وكان سكان الفرش قد تجندوا منذ مساء الخميس الماضي للبحث عن الطفلة سناء، التي لم تعد من المؤسسة التي تزاول فيها دراستها في السنة الأولى كعادتها، منذ عشية الخميس الماضي، حيث أعلنت حالة الاستنفار. فقد غادرت التلميذة المدرسة التي تتواجد في قرية الفرش على الساعة الثانية والنصف من زوال يوم الخميس الماضي، ولم تعد بعدها إلى أهلها. ويقول جدها لأبيها إن سناء لما طال غيابها قامت والدتها بإبلاغ فرقة الدرك الوطني بسبدو حوالي السادسة مساء، فقام قائد الكتيبة بتسخير 15 سيارة تابعة لمختلف فرق الدرك الوطني المنتشرة عبر إقليم دائرة سبدو. وأكد أعمامها أنهم بحثوا عنها عند الجيران وأقاربها دون العثور عليها. وبعد وصول عناصر الدرك مصحوبين بالكلاب المدربة انطلقت عملية تمشيط شاملة لمحيط القرية في الغابات والبساتين وصولا إلى غابة الجبل القريب من القرية استمرت إلى صباح يوم الجمعة دون جدوى. وبعد التحقيق الذي باشره قائد الكتيبة، تم توقيف زوج الأم، البالغ من العمر 27 سنة، للاشتباه فيه. حيث كان قبلها على علاقة مع أم الطفلة المختفية وأجبر على عقد قرانه بها، بعد أن ضبط معها في شهر رمضان الماضي، والذي أثبتت شهادات لأطفال يدرسون معها أنه كان يمسكها بيدها بعد خروجها من المدرسة قبل أن يتراجعوا عن أقوالهم، إلا أن مصالح الدرك أبقت عليه رهن الحجز وواصلت استجوابه طوال نهار أمس الجمعة، خاصة أن والدتها صرحت بأنه كان يهددها كل مرة بإبعاد فلذة كبدها إلى وجهة مجهولة. وفجأة وفي حدود الساعة الخامسة والنصف، انتشر الرعب في قرية الفرش، عندما شاع خبر عثور أحد الجيران، الذي كان بصدد بناء مسكن لا يبعد عن بيت أهل بوكليخة إلا بحوالي 200 متر في قلب القرية، على برميل حديدي توجد فيه جثة طفلة صغيرة، فانتقلت فرق الدرك الوطني إلى عين المكان، وتجمّع سكان القرية حول البيت، ليتأكد أن الأمر يتعلق بالمغدورة سناء. وتنقل وكيل الجمهورية لدى محكمة سبدو إلى الموقع، كما حضرت الشرطة العلمية التابعة للدرك الوطني. وفي خضم ذلك، جرى توقيف أحد الشبان، البالغ من العمر 19 سنة، والذي كان يتابع الوقائع، ليتبين أن والد الأم، الذي كان رهن الحجز، دل أنه شريكه في العملية. وتابع السكان وهم في قمة الألم والغضب، عملية إخراج المرحومة سناء من البرميل الحديدي، والتي يرجح أنها قتلت خنقا، في حين عاش أفراد عائلتها حالة هستيرية.