طلبت سفارات عدة دول غربية في الجزائر مقابلة أعيان وناشطين حقوقيين من عدة ولايات في الجنوب، للاستفسار حول الأوضاع بعد الحراك الشعبي للمطالبة بالشغل، كما رفض نواب من البرلمان الجزائري طلبا لتنظيم لقاء مع أعضاء في الجمعية الوطنية الفرنسية. بدأت عدة دول غربية في الاهتمام بالشأن الداخلي الجزائري، بعد الاحتجاج السلمي للشباب البطال في المناطق الغنية بالنفط والغاز بالجنوب، ورغم أن احتجاجات البطالين في الجنوب تؤكد أنها بعيدة عن السياسة، فإن دولا غربية طلبت من سفاراتها التحري حول الأوضاع وربط اتصال مع ممثلي الحركات الاحتجاجية وأعيان الجنوب. وقد رتبت سفارات غربية عدة لقاءات مع أعيان وممثلين عن المجتمع المدني في الأيام الأخيرة، وطلبت عبر قنوات رسمية لقاء ولاة في الجنوب خاصة تمنراست، إليزي، غرداية وورفلة. وقالت مصادر على صلة بالملف إن طلب ترتيب لقاءات مع الولاة تنتظر الموافقة. في ذات السياق، فتحت هذه السفارات قنوات اتصال مع نواب في البرلمان وشخصيات حزبية من ولايات الجنوب، وقال مصدر أمني رفيع إن تحريات أمنية كشفت ما هو أهم من هذا، حيث تم رصد اتصالات هدفها الحصول على معلومات دقيقة. كما أن عدة سفارات دول غربية بدأت في الاهتمام بما يحدث في مناطق الجنوب الجزائري، وقد رصدت مصالح الأمن اتصال سفارات عدة دول غربية كبرى بناشطين حقوقيين وأعيان وممثلين عن بعض الحساسيات في مناطق الجنوب. وتستفسر السفارات الغربية، حسب المعلومات المتاحة، حول مدى شعبية الحركات الاحتجاجية التي ظهرت في مناطق الجنوب، خاصة ورفلة، وقدرة السلطات على استيعاب هذه الحركات والتجاوب معها. وقد برمجت بعض السفارات لقاءات ودية واجتماعات مع شخصيات حزبية معارضة وموالية للسلطة، وكان هدف كل هذه الاجتماعات واللقاءات هو الاستفسار حول الوضع في الجنوب بدقة. في سياق متصل، قال رئيس لجنة النقل والمواصلات السلكية واللاسلكية بالمجلس الشعبي الوطني، قمامة محمود، الذي يمثل ولاية إليزي، إن أعضاء من الجمعية الوطنية الفرنسية طلبوا قبل أيام من نواب في المجلس الشعبي الوطني تنظيم لقاء مع نواب البرلمان من الجنوب، وقد رفض النواب الجزائريون، حسب المتحدث، تنظيم اللقاء أو الاجتماع. وأضاف السيد قمامة، الذي تحدث خلال اجتماع مع منتخبي وأعيان ولاية إليزي، في قاعة الاجتماعات بمقر الولاية، أول أمس، حول انشغالات سكان المنطقة، أنه اتفق أغلب نواب الجنوب على فكرة إلغاء اللقاء لقطع الطريق أمام الراغبين في تقسيم الجنوب وفصله عن الشمال. وأضاف ''نحن على علم بأن الدول الغربية ترغب في استغلال أوضاع الجنوب والمشاكل الموجودة قرب الحدود الجنوبية للجزائر''.