حذرت الفيدرالية الوطنية للحرف والصناعات التقليدية التابعة للإتحاد العام للتجار والحرفيين، من استمرار ''النزيف'' الذي يشهده القطاع بعد أن تراجع عدد الحرفيين ليصل اليوم إلى 25 ألف حرفي على المستوى الوطني، في حين دخلت ثلاث حرف مهمة قائمة المهن الآيلة للزوال وعلى رأسها صناعة النحاس. قال ممثل الفيدرالية رضا يايسي ل''الخبر''، أن الجهات الوصية مطالبة بالتدخل أكثر من أي وقت سابق، لأنهم سجلوا مؤخرا تراجعا غير مسبوق لثلاث مهن مهمة، منها صناعة الجلود والدباغة وصناعة النحاس، هذه الأخيرة التي قال أنها كانت تمثل جزء مهما للصناعات التقليدية حسبه، إلا أن الفيدرالية سجلت مؤخرا زوال المهنة كليا من ولايتي البليدة وتلمسان اللتان كانتا تمثلان قطبين مهمين لها، بالإضافة إلى تراجعها في العاصمة أيضا. ولم يبقى لحد الآن سوى ثلاثة حرفيين يمارسونها، وهو مؤشر خطير، حسبه، يقضي على الهوية الوطنية ''التي طالما ارتبطت بصناعات تقليدية تتواجد في الأزقة والأحياء الشعبية''. وربط المتحدث تراجع المهنة بتراجع عدد الحرفيين الذي يتقلص سنويا، حسبه، بشكل ملحوظ، حيث لم يبق حاليا سوى 25 ألف حرفي على المستوى الوطني رغم أن العدد كان أكثر من هذا بكثير، يضيف المتحدث. وهنا أعاب سايسي على الجماعات المحلية ضعف تكفلها بانشغالات الحرفيين، حيث ترفض عدد من البلديات تنظيم معارض ولائية للتعريف بهذه الحرف بتخصيصها لقاعات عرض والإشراف على العملية ككل، كون هذه الأخيرة مكلفة والحرفي لا يستطيع بإمكانياته المحدودة، يضيف المتحدث، القيام بكل ذلك. مع العلم، حسبه، أن هناك بعض رؤساء البلديات من بادروا بتخصيص فضاءات لهم في المراكز الثقافية، على غرار بلدية بلوزداد التي تستقبل هذه الأيام حرفيين من عدة ولايات في معرض سيدوم إلى 3 أفريل المقبل، وحظي باهتمام واسع حسب المتحدث من رئيسة البلدية. وهي مبادرة يفترض أن يقتدي بها كل رؤساء البلديات، حسبه، يضاف إلى ذلك ضرورة إعطاء مرونة في تمكين الحرفي من مزاولة نشاطه خاصة في الحرف المتعلقة بالبناء التي يواجه المنخرطين بها مشاكل كثيرة.