إنشاء متحف إسلامي داخل المسجد يعتزم الدكتور جلول صديقي، عميد معهد الغزالي لتكوين الأئمة والمرشدين، التابع لمسجد باريس الكبير، تحويل المعهد إلى جامعة إسلامية مستقلة، إضافة إلى إنشاء متحف إسلامي بالمسجد ذاته. كشف عميد معهد الغزالي، أمس، في تصريح ل''الخبر''، عن تجاوب وموافقة الحكومة الفرنسية على توسعة المعهد، لسببين اثنين، وهما: الاحتفال بمرور مائة سنة على الحرب العالمية الأولى ,2014/1914 واعترافًا بما قدّمه الشعب الجزائري لتحرير أراضيهم من الاحتلال النازي، مشيرًا إلى أنّ فكرة توسيعه قديمة، لكنّ الحكومة السابقة رفضت التجاوب معنا. وأفاد الدكتور صديقي أن هذا المشروع يعدّ جسرًا للتواصل بين الجمهورية الفرنسية وبين العالم الإسلامي عمومًا، والعالم المغاربي بصفة خاصة، مشيرًا إلى أنّه ''فرصة مهمّة للتّعريف بثقافتنا وحضارتنا وديننا الحنيف''. وأوضح نائب عميد مسجد باريس أنّ التوسعة الجديدة ستكلّف حوالي مليونين ونصف مليون أورو، حيث ستساهم الحكومة الفرنسية بحوالي 30%، والباقي ستساهم به الجزائر، مشيرًا إلى أنّ الملف على مكتب الرئيس بوتفليقة، الّذي يتابع المشروع منذ سنتين تقريبًا. ودعا السلطات الجزائرية وأصحاب الضمائر الوطنية إلى المساهمة في تشييد هذا الصّرح الثقافي، موضحًا أنّ الأشغال ستنطلق هذه السنة إن شاء الله. وأشار المتحدث إلى أنّ المساحات المخصّصة للمعهد لا تسمح باستقبال أكثر من 100طالب، بينما التوسعة الجديدة تشمل على مدرجين و7 قاعات للتدريس، بالإضافة إلى 12 قاعة موجودة الآن، وتتّسِع لحوالي 3000 طالب وطالبة، كما تعتبر المكتبة من أحسن المكتبات المعنية بالفقه المالكي، مطالبًا بإثرائها بباقي المذاهب والفرق الإسلامية الأخرى. وأبدى صديقي أسفه على عدم ردّ عميد جامعة وهران على طلبه منذ سنة، وكذلك جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة منذ نصف العام، والمتضمّن إعداد اتفاقيات للتعاون في مجال تربص الطلبة بعد التخرج، إلى جانب تأخّر وزارة الشؤون الدينية والأوقاف في الردّ على الموضوع ذاته. وأعلن نائب الدكتور دليل بوبكر عن قرب بناء المتحف الإسلامي، والّذي يكلّف حوالي مليون ونصف مليون أورو، وسيكون داخل حدائق المسجد، لكن دون تغيير ملامحه باعتباره معلما تاريخيا، وأكّد تعهّده بإعادة ترميم الحديقة بعد البناء وتوسعة المعهد. لافتًا إلى أنّ زوار المسجد الكبير يُعدّون بالآلاف، ولهذا يشدّد على وجوب ''إعداد عمل تربوي تحسيسي لكلّ الزّوار الأجانب والمسلمين والوفود الرسمية حتّى يتعرّفوا أكثر على الحضارة والدّين الإسلامي المستهدف دائمًا من قِبل الإعلام الغربي والإعلام المتصهين والإعلام الظلامي الّذي لا يخدمنا''. وأكّد الدكتور جلول صديقي أنّ الهندسة المعمارية للمتحف هي ذاتها في المسجد ''الهندسة الأندلسية''، على غرار المتاحف في غرناطة وقرطبة وإشبيلية وغيرها. وبخصوص محتويات المتحف، أوضح المتحدث أنّه سيشمل كلّ ما يهم الإسلام والتاريخ والحضارة الإسلامية، من كتب ووثائق أرشيفية وغيرها، من فرنساوالجزائر وحتّى تركيا. من جهتها، ثمّنت الأستاذة شافية منتالشطة، النائب بالدائرة الانتخابية لباريس، وعضو لجنة الشؤون الخارجية والتعاون والهجرة بالمجلس الشعبي الوطني، مساعي تحويل معهد الغزالي إلى جامعة وإنشاء متحف إسلامي بمسجد باريس الكبير. وشدّدت النائبة، خلال استقبالها الدكتور جلول صديقي بمكتبها بالمجلس الشعبي الوطني، على دعم المشروعين، وأكّدت أنّ تحويل معهد الغزالي إلى جامعة إسلامية ''مهم للجزائر وفرنسا''، لإعداد وتكوين الأئمة والمرشدين، موضّحة أنّ تربص طلبة المعهد في الجامعات الجزائرية سيضمن تكوينهم الثقافة الصّحيحة، إلى جانب تزويدهم بالثقافة الجزائرية المتشبعة بالإسلام الوسطي الصّحيح.