رجح مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، أمس، أن تكون تفجيرات بوسطن من تنفيذ جماعات يمينية متطرفة أمريكية أو جهادية إسلامية، في إشارة إلى تنظيم القاعدة المركزي. حسب ما أوردته الصحافة الأمريكية فإن التفجيرين اللذين هزا الولاياتالمتحدةالأمريكية، أمس، عند خط وصول ماراطون مدينة بوسطن وأسفرا عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة أكثر من مائة شخص بجروح، تزامنا مع انتهاء المهلة التي منحها تنظيم يميني متطرف مناهض لدفع الضرائب. مع العلم أن توقيت التفجيرين تزامن أيضا مع ما يُعرف في الولاياتالمتحدة بيوم الوطنيين، وهو يوم آخر أجل لدفع الضرائب. وكانت مصادر من مكتب التحقيقات الفيدرالي أشارت إلى أن احتمال وقوف جماعات جهادية إسلامية وراء التفجير محل بحث ودراسة، بالنظر لأسلوب تنفيذ العمليتين، وكانت صحيفة ''نيويورك بوست'' أوردت معلومات نقلا عن مصادر أمنية تفيد باعتقال شرطة مدينة بوسطن لمشتبه فيه من جنسية سعودية، على الرغم من إصابته بجروح خلال التفجير، وقد تم احتجازه واستجوابه في أحد مستشفيات المدينة. من جانبها، أفادت شرطة مدينة بوسطن أن الخبر لا أساس له من الصحة، مؤكدة أنه لم يتم اعتقال أي مشتبه فيه، كما لم تتلق أي بيانات تتبنى التفجيرين، فيما نفى مكتب التحقيقات الفيدرالي ''أف بي أي'' الأخبار المتداولة حول العثور على خمس عبوات متفجرة في مناطق متفرقة من محيط خط سير الماراتون، كان من المفترض أن تنفجر في ذات التوقيت، على حسب ما ذهبت إليه مصادر إعلامية في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وبينما نفت حركة طالبان باكستان مسؤوليتها عن التفجيرات، جددت تهديداتها للإدارة الأمريكية ومصالحها عبر العالم، في تأكيد على أن الحركة عازمة على ''مهاجمة المصالح الأمريكية''، على حد تعبير إحسان الله إحسان، الناطق باسم الحركة في بيان أمس بقوله ''نحن نؤيد مهاجمة الأمريكان وحلفائهم، ولكن ليس لنا علاقة بهجمات بوسطن الأخيرة، سنواصل استهدافهم أينما تسنى لنا ذلك''، فيما ذكرت مصادر من مكتب التحقيقات الفيدرالي أن نمط التفجيرات أشبه بالأسلوب المستعمل من طرف تنظيم القاعدة المركزي. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما توجه بكلمة للأمريكيين تعهد فيها بمحاكمة المسؤولين عن هذه التفجيرات، حيث قال: ''سيواجهون عدالتنا''، في حين توالت ردود الفعل الدولية المستنكرة للتفجيرين، فقد أكدت الداخلية البريطانية أنها ضاعفت الإجراءات الأمنية تحسبا لماراتون لندن المقرر الأحد المقبل، في الوقت الذي اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن ''مكافحة الإرهاب تستوجب تنسيقا دوليا''، مؤكدا على استعداد موسكو تقديم المساعدة في التحقيق والكشف عمن ''يقف وراء الجريمة''.