الشركة الكورية ستدفع غرامات مالية مقابل التأخر بعد معاقبة أحد مسؤوليها كشف مصدر مسؤول من وزارة الطاقة والمناجم أن الشركة الكورية ''سامسونغ''، المكلفة بإعادة تأهيل مصفاة سكيكدة، ستدفع غرامات مالية لعدم تقيّدها بآجال تسليم المصفاة كليا، مشيرا إلى أن انطلاق القطار الثاني للإنتاج سيتم قبل نهاية ماي، بعد أن كان مبرمجا نهاية فيفري الماضي. بفعل هذا التأخير، ستستمر الجزائر في استيراد كميات هائلة من الوقود، بعد أن أعلنت نائبة الرئيس المكلفة بالتسويق على مستوى سوناطراك، بلحمدي، أن الجزائر ستتوقف عن استيراد الوقود تدريجيا ابتداء من مارس. وأكد المصدر ذاته ل''الخبر''، أن الشركة الكورية ستقوم بدفع غرامات التأخر، بمقتضى العقد الموقع بينها وبين سوناطراك، والذي يلزمها على احترام الآجال المحدّدة به. وأرجع المصدر نفسه تأخر الشركة الكورية التي تبقى تعتبر من الشركات الدولية الرائدة في مجال إعادة تأهيل مصافي تكرير البترول، إلى تسجيل بعض الحوادث الناتجة عن عمليات التجريب، والتي بلغ عددها الأربعة منذ انطلاق عملية إعادة تأهيل القطار الثاني، مؤكدا أن هذه الحوادث تم تسجيلها حتى في الدول المتقدمة، مثل ألمانيا. على صعيد آخر، أوضح المصدر ذاته أن سوناطراك ستستمر في استيراد الوقود، بالنظر إلى الطلب الهائل المسجل على هذه المادة خلال فترة إعادة تأهيل مصفاة سكيكدة التي تشتغل حاليا بقطارها الأول، في انتظار دخول القطار الثاني الإنتاج خلال شهر، وذلك بطاقة إنتاجية تقدّر بالنسبة لكل قطار ب5 ,7 مليون طن سنويا. من جهة ثانية، قال المسؤول نفسه بأن الجزائر اختارت إعادة تأهيل المصافي القديمة عوض إنجاز أخرى في مواقعها للتقليص من تكلفة الاستثمار، حيث كلف مشروع إعادة تأهيل مصفاة سكيكدة ما قيمته 200 مليون دولار، في الوقت الذي يكلف إنجاز مصفاة بطاقتها الإنتاجية ما قيمته 10 إلى 14 مليار دولار. للتذكير، عرفت عملية صيانة وتأهيل وعصرنة مصفاة سكيكدة التي تكفلت بها المجموعة الكورية الجنوبية ''سامسونغ''، مراحل عديدة لتستفيد هذه المصفاة من توسيع قدرة إنتاجها ب6 ,1 مليون طن لتصل إلى 16 ,6 مليون طن مقابل 15 مليون طن سابقا، منها 4, 7 مليون طن من المازوت ومليونا طن من البنزين. تجدر الإشارة إلى أن الجزائر تستهلك، حاليا، حوالي 14 مليون طن من المواد البترولية المشتقة، منها حوالي 12 مليون طن من الوقود التي تشمل حوالي 3 ملايين طن من البنزين، و7 ملايين طن من المازوت. وكانت الحكومة قد أعلنت عن إنجاز خمس مصافي جديدة موزعة عبر التراب الوطني، للرفع من قدرة التكرير في الجزائر.