اكتشفت أجهزة الأمن بولايات جنوبية الكثير من الخلايا النائمة التي تعمل لفائدة تنظيم ''القاعدة''، وتجري حاليا تحقيقات لتحديد صلة محتملة بينها وبين الاعتداء على المصنع الغازي بتيفنتورين في 16 من الشهر الماضي. قالت مصادر عليمة ل ''الخبر'' إن الخلايا النائمة للجماعات الإرهابية بالصحراء متنوعة وتقع جميعا تحت مسمى ''الأنصار''، حسب تصنيف تنظيم القاعدة وقبله الجماعة السلفية للدعوة والقتال. ويعمل أغلب هؤلاء في توفير المؤن والوقود وقطع الغيار بمقابل مالي. وتقول المصادر إن هؤلاء مارسوا نشاط التهريب من قبل، ويعمل بعضهم في نقل الرسائل والتسجيلات والمعلومات والتجسس داخل التجمعات السكنية، وتوفير الغطاء للإرهابيين أثناء عمليات التسلل إلى مناطق الجنوب. وتركز تحقيقات أجهزة الأمن على هذه الفئة التي كان لها الدور البارز في عمليات تمنراست وورفلة والرابوني وتيفنتورين، التي تمثلت في استهداف مقرات أمنية وخطف رعايا غربيين. ويعمل أمراء ''القاعدة'' و''حركة التوحيد والجهاد'' عبر وسطاء من مناطق الجنوب، في تجنيد عناصر الدعم، مستغلين التعاطف مع التنظيمات الجهادية أو مع ''حركة أبناء الجنوب من أجل العدالة الإسلامية'' أو مع ''حركة أنصار الدين''. وفي إطار التحقيقات الجارية، أوقف الأمن شخصين بولاية إليزي يضافان إلى خمسة أشخاص اعتقلوا من قبل، ثلاثة منهم على الأقل على صلة بالعملية الإرهابية، بينما اعتقل شخصان آخران بولاية إليزي في إطار التحقيق حول خلايا نائمة للقاعدة، في عدة مناطق بالجنوب، وتم توقيف المشتبه فيهما على إثر كمين للأمن، نصب بناء على معلومات أدلى بها مشتبه فيه موقوف كان يقيم في المنيعة بولاية غرداية. وقال مصدر عليم إن عملية تيفنتورين الإرهابية وقبلها عمليتي تمنراست وورفلة، حيث تم تفجير سيارات مفخخة في مقرات للدرك الوطني، أثبتت وجود عدة خلايا إرهابية نائمة. وأوضح المصدر أن المحققين انطلقوا من معلومات أدلى بها الإرهابيون الموقوفون في عملية تيفنتورين، بالإضافة إلى استغلال المكالمات الهاتفية التي أجراها الإرهابيون المشتبه فيهم الذين تم توقيفهم، ومعلومات أخرى حصل عليها الأمن من مصادر خاصة. ويعتقد متابعون للشأن الأمني في الساحل بأن تنظيم القاعدة استنزف، في الأعوام الأخيرة، خلاياه النائمة في مناطق الجنوب، بسبب الملاحقة الأمنية بعد كل عملية إرهابية، وكان آخرها حادثة عين أمناس.