طلبت وزارة التربية من مديري التربية في ولايات الجنوب والهضاب، المتضررة من إضراب الأساتذة، إبداء رأيها في إمكانية تأخير عطلة نهاية السنة الدراسية بأسبوعين لاستدراك التأخر الكبير في المقرر الدراسي، بعد أن حرم أكثر من مليون تلميذ في 10 ولايات بالجنوب، من الدراسة منذ بداية الفصل الثالث تقريبا. طلبت مراسلة موجّهة من الوزارة إلى مديري التربية في ولايات غرداية وتمنراست والوادي وورفلة وإليزي وأدرار وتندوف وبشار والبيض والأغواط، تقديم اقتراحات بعد التشاور مع الطاقم الإداري لاستدراك المقرر الدراسي، وطلبت المراسلة إعداد تقارير حول إمكانية تأخير عطلة نهاية السنة الدراسية بأسبوعين، مع الأخذ في الاعتبار قدرات المؤسسات التربوية من ناحية توفر المكيفات. ولم يستبعد مصدر على صلة بالملف، أن تعمد الوزارة إلى تأخير اختبار نهاية العام الدراسي. وتحوّل الإضراب الذي يشارك فيه عشرات الآلاف من مستخدمي قطاع التربية في ولايات الجنوب، إلى هاجس حقيقي للأولياء والسلطات العمومية، قبل أيام من بداية امتحانات نهاية السنة الدراسية، وجاء هذا بعد أن قررت تنسيقية النقابات المستقلة، في اجتماعها قبل يومين بغرداية، مواصلة الإضراب هذا الأسبوع لثلاثة أيام. وقال مديرو مؤسسات تربوية في الطورين الابتدائي والمتوسط، إن أغلب التلاميذ لم يباشروا الدراسة منذ نهاية الفصل الثاني تقريبا، بسبب إضراب الأساتذة والمعلمين، حيث توقفت الدراسة فعليا بسبب الإضراب المتواصل 3 أيام كل أسبوع منذ نهاية عطلة الربيع. وأدى الإضراب إلى عدم توفر أي إمكانية لإكمال دروس المقرر بسبب الحجم الساعي الكبير للأيام الثلاثة كل أسبوع. وقدّر نقابيون عدد التلاميذ المتضررين من الإضراب في ولايات الجنوب بما لا يقل عن 900 ألف تلميذ، وسيواجه هؤلاء مشاكل كبرى في السنوات الدراسية المقبلة مع حرمانهم من الدراسة واستكمال المقرر التربوي. وقال نقابيون شاركوا في اجتماع غرداية، نهاية الأسبوع الماضي، إن الوزارة تتحمل وحدها مسؤولية مصير التلاميذ بسبب رفضها الحوار وتنفيذ مطالب النقابات. ويأتي هذا بعد أن حددت وزارة التربية مواعيد امتحانات الفصل الثالث لكافة الأطوار، والتي تبدأ بعد أسبوع تقريبا وهو ما يعني استحالة إجراء الامتحانات إلا في حال إلغاء الدروس المقررة للفصل الثالث، في الوقت الذي قررت تنسيقية نقابات الوظيف العمومي مواصلة شل 23 ولاية بالجنوب والهضاب، للأسبوع الرابع، وتصعيد الاحتجاجات.