سمعت أن السراق في الجزائر قرروا شنّ إضراب عام عن السرقة، يدوم سنة كاملة وينتهي مع تنصيب الرئيس في .2014 ويحتج السراق بإضرابهم هذا على السلطة التي بدأت تقلقهم بالأخبار التي تملأ الجرائد هذه الأيام في سياق الحملة الرئاسية، والتي تتحدث عن سراق ولا تتحدث عن الآخرين أي تتحدث بالوجوه! الصحافة هي الأخرى ستشنّ إضرابا عن الكذب والتضليل خلال هذا العام، فلا تتحدث عن السراق العاديين وتتحدث فقط عن السراق المعتمدين من طرف الدولة بصفة رسمية في مؤسسات حكومية. وفي هذا السياق، قرر أحد القراء من وهران مباشرة عملية رفع دعوى قضائية ضدي.. واتهمني بأنني أقوم بالسطو على أفكاره التي يتحدث بها مع زملائه في المقهى وأقوم بكتابتها في العمود دون إذنه ودون الإشارة إليه.. وقد قال لي هذا الكلام في الهاتف! ونفس الملاحظة سجلها العديد من القراء في تعليقاتهم على العمود، أكثر من مرة. ها أنا ذا أجد نفسي في وضع أخطر من وضع شكيب خليل.. هو قام بالسطو على المال العام.. وأنا قمت بالسطو على الأفكار العامة للشعب في المقاهي! وزير الفلاحة بن عيسى فرح بي وبجريدة ''الخبر''، لأنها قالت لأول مرة خبرا مفرحا.. وهو انخفاض سعر البطاطا.! ولكنه لامنا لأننا لم نتحدث عن رخس الدجاج هو الآخر.! ولكن أحد المناضلين في الحزب الحاكم لامني قائلا: ''لا يجوز لك أن تقول الحكومة رخست البطاطا للشعب وهي ماغلاتش''.! فمتى رخْست الحكومة حتى تغلى؟! نعم أنا مع هذا المناضل البرلماني.. الحكومة غالية عند الشعب غلاء اللحم والسكن وفاتورة الكهرباء والغاز.! وأعتذر على ما قتله لأن الشعب الغالي لا يمكن أن تحكمه إلا حكومة غالية.! فالنواب رفعوا لهم الراتب كي ''يغلاو'' مع الحكومة.. والصحفيون ''الفلاة'' ازداد غلاؤهم بازدياد أسعار الإشهار وليس الأجور فقط.! وازدادوا بحبحة ونغنغة بازدياد ملفات الفساد والمفسدين.! فالصحفيون مثل الأطباء، تزداد أجورهم كلما ازداد المرض في البلاد.! والحمد لله، الصحفيون يعملون براحة الآن لأن الفساد والقلاقل تعصف بالبلاد وتجعل الصحفيين يعملون براحة تامة، لتوفر الفضائح والقلاقل والمصائب بالقدر الكافي.!