قتل 40 شخصا في انفجار سيارتين مفخختين في بلدة تركية صغيرة قريبة من الحدود مع سوريا السبت بحسب ما نقلت قناة ان تي في الاخبارية عن وزير الداخلية التركي معمر غولر، في هجوم يعد الاعنف من بين سلسلة هجمات دموية شهدتها المنطقة الحدودية مؤخرا.وتاتي هذه الهجمات على بلدة الريحانية التي لا تبعد سوى كيلومترات قليلة عن المعبر الحدودي الرئيسي مع سوريا، وسط تزايد الانتقادات الحادة التي توجهها انقرة الى النظامالسوري.واكد غولر للقناة ان حصيلة التفجيرين مرشحة للارتفاع لان 29 مصابا اصيبوا بجروح بالغة، متحدثا عن "استفزاز" يهدف الى تقويض عملية السلام التي بدأتها انقرة قبل اشهر عدة مع المتمردين الاكراد.وتجري مفاوضات سلام بين انقرة وزعيم حزب العمال الكردستاني المتمرد عبدالله اوجلان اعلن الحزب في اطارها في 25 نيسان/ابريل الماضي ان قواته المقاتلة ستنسحب من تركيا اعتبارا من 8 ايار/مايو.واسفرالنزاع الكردي في تركيا عن مقتل اكثر من 45 الف شخص بحسب الجيش التركي منذ بدء حركة التمرد المسلح عام 1984.واعلن وزير الداخلية التركي معمر غولر ان التفجيرات سببها سيارتان مفخختانانفجرتابالقرب من مبنى البلدية ومكتب البريد في بلدة الريحانية، طبقا لوكالة الاناضول للانباء.وقال غولر انه تم ارسال الحاكم المحلي الى الريحانية "لاتخاذ الاجراءات الامنية الضرورية.وهرعت العديد من سياراتالاسعاف الى مكان الانفجار، بحسب ما عرض تلفزيون سي ان ان-ترك الذي اضاف ان اضرارا جسيمة لحقت بمبنى البلدية.من جانبه دان الائتلاف الوطني السوري "الهجمات الإرهابية" في الريحانية. وقال في بيانانه"يؤكد وقوفه وأبناء سورية جميعاً إلى جانب الحكومة التركية والشعب التركي الصديق".واضاف ان الهجمات "تهدف إلى الانتقام من الشعب التركي، ومعاقبته على مواقفه المشرفة في الوقوف إلى جانب الشعبالسوري،واستقباله للاجئين السوريين الذين فروا من جرائم النظام في قراهم ومدنهم، ويعتبرها محاولة يائسة وفاشلة لإيقاع الشقاق بين الشعبين".وتستقبل تركيا نحو 400 الف لاجئ ومنشق سوري.وتقع بلدة الريحانيةالتي يسكنها نحو 60 الف شخص، جنوب تركيا بالقرب من معبر جيلفيغوزو قبالة معبر باب الهوى السوري.وشهدت المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا العديد من الهجمات الدامية في النزاع السوري الذي امتد الىتركيا التي كانت حكومتها من اقرب حلفاء الرئيس بشار الاسد الا انها انقلبت عليه بعد اندلاع الاحتجاجات في البلاد واصبحت من اشد منتقديه.ففي شهر شباط/فبراير انفجرت سيارة مفخخة عند المعبر نفسه والقت تركيابمسؤولية الهجوم على السلطات السورية علما انه ادى الى مقتل 17 شخصا واصابة 30 اخرين.وتاتي تفجيرات السبت بعد يومين من تصريحات لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان قال فيها انه يعتقد انالنظامالسوري استخدم اسلحة كيميائية وتجاوز "الخط الاحمر" الذي حدده الرئيس الاميركي باراك اوباما. إلى ذلك، قال اردوغان إن هجمات السيارات الملغومة التي أسفرت عن مقتل العشرات في بلدة حدودية جنوب تركياالسبت قد تكون ذات صلة بالصراع الدائر في سوريا أو بعملية السلام بين أنقرة والمتمردين الأكراد.وقال اردوغان في تصريحات بثها التلفزيون التركي "إننا نمر بأوقات حساسة حيث بدأنا عهدا جديدا (يشهد) عملية حلالقضية الكردية. وهؤلاء الذين لا يستطيعون استيعاب هذا العهد الجديد... يمكن أن يقدموا على مثل هذه الأفعال."وأضاف"هناكقضية حساسة أخرى وهي أن إقليم هاتاي (الذي وقع ت فيه الانفجارات) يقع على الحدود مع سوريا وهذه الأفعال ربما نفذت لإثارة تلك الحساسيات."