تُؤكد الحصص التي استفاد منها المتعاملون السعوديون الذين يتعاملون مع الوكالات السياحية الجزائرية بخصوص عمرة رجب وشعبان، التراجع الرهيب في عدد المعتمرين مقارنة بالعام الماضي، حيث وصل الحد الأدنى لبعض المتعاملين إلى مائتي مقعد فقط، وهو ما يؤشر، حسب مصادر مطلعة، إلى تقليص كبير في عدد المعتمرين المؤهلين لأداء عمرة رمضان هذا العام. وأضافت ذات المصادر أن الاتصالات مع المتعاملين السعوديين الذين ينشطون مع الوكالات السياحية الجزائرية كشفت عن شروع السلطات السعودية في تطبيق التدابير التي أعلن عنها قبل أشهر وزير الحج، بندر بن محمد حجار، والقاضية بتقليص عدد المعتمرين هذا الموسم بسبب مشاريع التوسعة الجارية في الحرمين الشريفين، حيث كشف جدول الحصص الخاص بعمرة رجب وشعبان عن معدل حصص تراوحت بين 200 و2000 مقعد، وذلك حسب نشاط كل متعامل، مضيفة بأن المفاوضات لا تزال متواصلة بشأن الحصة النهائية المخصصة للجزائريين الطامحين لأداء عمرة رمضان والمرشحة للانخفاض بشكل معتبر، على غرار كل الدول الإسلامية ومن بينها السودان، التي كشف مسؤول وكالات السفر والسياحة فيه قبل أيام عن تراجع حصة التأشيرات المقررة للسودانيين شهر رمضان إلى حدود 15 في المائة فقط. في حين أن الشيخ بربارة، المسؤول الأول عن الديوان الوطني للحج والعمرة، أعلن بأن هيئته لم تتلق أي قرار رسمي من السلطات السعودية بشأن تقليص عمرة رمضان، علما أن وزارة الحج السعودية كانت قد أوضحت منذ مدة بأنها ستضطر إلى تقليص عدد المعتمرين، مُبررة ذلك بتنفيذ مشاريع عديدة، من بينها مشاريع متعلقة بمواقع مراكز إرشاد التائهين من المعتمرين والحجاج، وتلقي الشكوى والاستعلام عن المعلومات في المنطقة المركزية حول الحرم المكي الشريف. وفي نفس السياق، تحدثت نفس الجهات عن بعض الإجراءات والتدابير التي تُفكر فيها السلطات الوصية السعودية لتفادي أي حوادث جراء الاكتظاظ لاسيما في ساحة الحرم، أين تجري أشغال التوسعة، إذ تناقلت بعض الأوساط التفكير في تخريج ديني ينتهي بإعطاء الأولوية في الولوج إلى الساحة للمحرمين حتى يتسنى لهم أداء العمرة والطواف والسعي دون ضغط، من خلال حمل باقي المعتمرين على الصلاة في باقي أجزاء ومساحات المسجد بشكل ظرفي خلال الشهر الفضيل. وعلى صعيد آخر، حذّرت المصادر ذاتها من المصاعب الكبيرة التي قد تُواجه المعتمرين الجزائريين الذين يسقطون في فخ بعض الوسطاء والطفيليين ممّن يستدرجون الزبائن عن طريق إغرائهم بخفض السعر، لاسيما وأن الظروف ستكون صعبة هذا الموسم، وبالتحديد في شهر رمضان، مُشددة على الخسائر الكبيرة التي ستتكبدها العديد من الوكالات السياحية في ضوء استئجارها المُسبق لبعض الفنادق قبل انتشار أنباء تقليص عدد المعتمرين إلى حدود 500 ألف معتمر.