حُجر مغلقة والمستفيد الأول هو العيادات الخاصة تعيش العشرات من قاعات عمليات الجراحة عبر مستشفيات الوطن، حالة بطالة لأسباب غير مقنعة، ما أدى إلى تأجيل العديد من العمليات الجراحية، وستتفاقم عملية تأجيل وإعادة برمجة العمليات حتما بسبب إضراب عمال قطاع الصحة، ليبقى المستفيد الأول هي العيادات الخاصة، بتواطؤ مسيري المصالح الاستشفائية. بلغت مواعيد إجراء العمليات الجراحية غير المستعجلة في الكثير من المستشفيات، قرابة الستة أشهر، لأسباب عديدة، في مقدمتها مشاكل غرف العمليات الجراحية، التي قال بشأنها مصدر ''الخبر''، إنها فضيحة من بين الفضائح المسكوت عنها في قطاع الصحة، وعدّد المصدر الكثير من العوامل التي تقف وراء هذا الوضع، من بينها سوء تسيير العمليات الجراحية، ما يؤدي إلى وجود الكثير منها خارج الخدمة بسبب نقص الصيانة والتعقيم، بالإضافة إلى أشغال إعادة تهيئة تستغرق بدل أسابيع، شهورا وأحيانا سنوات، مثل ما حدث في مستشفى يقع بشرق العاصمة، أين أغلقت ثلاث قاعات للعمليات الجراحية طيلة أربع سنوات كاملة بسبب أشغال الصيانة، وظل مرضى المنطقة يدفعون الثمن، واضطر العشرات منهم التحوّل إلى العيادات الخاصة لإجراء العمليات الجراحية مقابل مبالغ مالية ضخمة. نزوات البروفيسور وخدمة العيادات الخاصة تحويل المرضى للعيادات الخاصة، عبر غلق أبواب قاعات العمليات، تقليد معمول به منذ سنوات. فمن صلاحيات البروفيسور، رئيس المصلحة، غلق هذه القاعات دون أن يقدر على محاسبته أحد، والهدف المرجو من ذلك هو بالطبع تحويل المرضى للعيادات الخاصة، التي غالبا ما يكون يعمل فيها هذا البروفيسور. فمنذ أشهر، تأخرت عمليات إجراء بعض العمليات الجراحية بأحد المستشفيات العاصمية، بعد قرار غلق حجرتين من قبل البروفيسور بدون أسباب موضوعية، فقام أحد المرضى بالتوجّه، بعد نصائح من قبل أطباء عاملين في المصلحة، إلى عيادة خاصة أين وجد نفس البروفيسور الذي يجري العمليات الجراحية بها. في نفس المستشفى، قام بروفيسور أيضا بغلق غرفتين بدون أسباب، ما دفع بالأطباء المقيمين بالمصلحة لنقل مرضاهم لإجراء العمليات في مصالح أخرى، وهو ما يتنافى مع القانون، فيمنع مثلا إجراء عملية استئصال الزائدة الدودية في مصلحة طب الأطفال، غير أن هؤلاء الأطباء لم يجدوا من حل لإنقاذ المريض سوى التعدي على القانون، رغم أن المصلحة تتوفر على غرف مجهّزة أغلقت بجرة قلم من قبل البروفيسور. ظاهرة تأجيل العمليات الجراحية، ستزيد حدة بعد أن باشر عمال القطاع إضرابا ألقى بظلاله على النشاط الطبي، ما جعل الكثير يعتبر أنه يخدم بالدرجة الأولى العيادات الخاصة التي استقبلت في الفترة الأخيرة عشرات المرضى.