وفية، عويشة، صابرية ونجمة، هي أسماء شخصيات مسرحية بعنوان ''وفية'' آخر أعمال المسرح الجهوي عبد القادر علولة بوهران، أرادها المؤلف، قدور بن خماسة، التفاتة لنضال الآلاف من البطلات اليافعات المجهولات اللائي ضحين بالنفس والنفيس من أجل استقلال الجزائر. وامتاز العمل بجرأة الطرح من خلال تناول قضية مسكوت عنها كحالات الاغتصاب الجماعي التي اقترفها جيش الاستعمار الفرنسي خلال ثورة التحرير. وكان لمشهد اغتصاب ''وفية'' الذي تقمصت دورها زاوش فريدة، من طرف جندي فرنسي المصور بتقنية الفيديو، وقع الصدمة على نفسية الجمهور الذي لمس بشاعة الجريمة الاستعمارية التي تجسدت كذلك من خلال مشاهد التعذيب. وتناولت المسرحية لمدة ساعة و15 دقيقة، قصة ''وفية'' التي انتهك حرمتها جندي فرنسي وتكتشف أن صبرية (بلحوسين يامينة) ومحمد شريف (رارة محمد الأمين) ليسا والديها وبأن أبويها الحقيقيين استشهدا أثناء مجازر 8 ماي ,1945 لتقرر أن تهب نفسها للثورة واستقلال الجزائر، بعد أن سلبها المستعمر عرضها وعائلتها. ونال العرض العام للمسرحية إعجاب الجمهور الذي تابعه باهتمام، زاوج بين المسرح والفيديو والغناء، في تناسق تام دون الإخلال بالإيقاع الدرامي للعمل من إخراج عبد القادر بن خماسة وعبد القادر بلقايد ومراجعة النص من طرف بوزيان بن عاشور وأداء الفيديو من طرف بوعلام عبد الحفيظ. وأضفت مشاهد الفيديو الملتقطة في شوارع وهران وبعض مقاطع الأرشيف، لمسة واقعية على المسرحية التي تخللتها أغانٍ ملحمية من أداء الشابة ولد موحند سيليا خريجة فرقة ''عمل و كلمة'' لجمعية نوميديا. وقد سجل العمل مشاركة الممثل حيمور محمد في دور الضابط الفرنسي، زابشي فريدة (عويشة)، لوز هواري (الشامبيط)، أحمد مسعود سفيان والعلمي ابراهيم (جنود فرنسيون)، بونوارة محمد الأمين وحاج صالح عبد الرحيم (رجال اتصال). ونجح علي شاوش توفيق في إنجاز سينوغرافيا تتلاءم و أحداث القصة، من خلال صناعة ديكور يتكون من الأسلاك الشائكة والسلاسل.