افتكاك شهادة البكالوريا يعدّ حلما يراود الجميع منذ الصغر، وخطوة تفتح أبواب المستقبل، أما التحضير لها، فهو بمثابة كابوس للكثير من المترشحين وحتى الأولياء. ولذلك، تنقل ''الخبر'' تجربة شخصيات تقلدت مناصب عليا، بعد أن حازت على البكالوريا، كيف حضّروا لها ومن كان وراء نجاحهم في الإطاحة ب''غول'' اسمه البكالوريا؟ النجاح في امتحان شهادة البكالوريا بالنسبة لوزير التربية، عبد اللطيف بابا أحمد، كان أهم هدف يصبو إليه في حياته ومشواره الدراسي. نال بابا أحمد شهادة البكالوريا بتقدير ''قريب من الجيّد''، وفق الشهادة التي أدلى بها في لقاء مع ''الخبر''، ولم يكن الوزير راضيا عن النتيجة المحققّة، لأنّه كان من النجباء والأوائل بين زملائه. وقال الوزير ''توقعّت الفوز بشهادة البكالوريا لأنّي كنت متفوقا في الدراسة، لكن النتيجة كان أقل من طموحي، ذلك أنّنا وقعنا ضحية لدرس بعنوان ''مدار حول الأرض''، ولم نكن نملك حوله المعلومات الكافية''. وأضاف ''التحضير الجيّد كان سلاحي للنجاح، وهي عملية تنطلق من بداية السنة وتحتاج إلى برنامج منظّم لا مجال فيه للخطأ''. واعتبر ''التلميذ '' بابا أحمد، أنّ البكالوريا نهاية الستينيات تغيّرت كثيرا عن نسختها الحالية، موضحا ''تحصلت على بكالوريا باللغة الفرنسية سنة 1969، وبكالوريا باللغة العربية سنة 1970، حيث لم تكن هناك نفس البرنامج ولم نتلق دروسا في مادتي التاريخ والجغرافيا والعلوم الطبيعية، والامتحان كان في 5 مواد فقط على مدار يومين، ما يتيح فرصة النجاح''. وأفاد وزير التربية ''لم أكن تلميذا كسولا، لإدراكي أنّ نيل شهادة البكالوريا يتطلّب تحضيرا مكثفا. وتنطلق مراجعة الدروس من الساعة الخامسة صباحا وتستمر ل7 ساعات كاملة، وفي المساء تنتهي عند منتصف الليل، ولسوء الحظ لا توفر لنا الثانوية سوى أسبوع واحد قبل موعد الامتحان''. وأشار إلى أنه ''في المقابل، التحضير الجيّد للبكالوريا يكون من السنة أو ثانوي نظرا لتسلسل الدروس، وتمكن هذه العملية من تخفيف الضغط عن التلميذ''. ''لا تنتظر حتى ليلة مارياش''،أي الزواج،هي مقولة يتداولها التلمسانيون، وكانت طريقا في نجاح الوزير عبد اللطيف بابا أحمد وحفظها عن جدته، ومعناها عدم الانتظار إلى الدقيقة الأخيرة لتنجز أعمالك، قائلا ''كانت جدتي تكرر هذه المقولة دائما، ولإدراكي بأنّها صحيحة المعنى والمغزى، طبقتها في سبيل النجاح في شهادة البكالوريا، وبحمد الله وفقت''، مضيفا ''أنصح المقبلين على شهادة البكالوريا بممارسة الرياضة على الأقل مرتين في الأسبوع لتخفيف الضغط عن أنفسهم''.خبر الفوز بشهادة البكالوريا كان عاديا في عائلة التلميذ والوزير عبد اللطيف بابا أحمد ''الإعلان عن النتائج كان مساء في حدود السابعة في الثانوية، ونقلت فرحتي إلى والدي فتعاملوا معها ببرودة لأنّهما كانا أميّين، لكني شرفت العائلة''دخول عالم الجامعة لوزير التربية كان من بوابة تخصص ''كيمياء''، ''وهي رغبة شخصية لتفوقي في مادّة الرياضيات، كما كان في الجامعة جذع يسمى ''أم.بي.سي''، ولحسن الحظّ درّسنا أساتذة في قمة المستوى بجامعة الجزائر''. مسيرة التعليم الجامعي تكللت للطالب عبد اللطيف بابا أحمد، بنيله دكتوراه دولة في الكيمياء، ودبلوما في الدروس المعمّقة، أهله ليتحصل على درجة أستاذ محاضر، ثم دكتوراه دولة في الكيمياء بعد إعادة التأهيل سنة .1985