حذرت منظمة ''أوكسفام'' غير الحكومية الاتحاد الأوروبي من مخاطر رفع الحظر على بيع الأسلحة إلى المعارضة السورية، وذلك عشية اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي المقرر غدا الاثنين، لمناقشة والفصل في مسألة رفع الحظر أو تمديد آجال العقوبة، فيما دعا وزيري خارجية كل من فرنسا وألمانيا، لوران فابيوس وغيدو فيسترفيله، أعضاء الاتحاد الأوروبي إلى ضرورة الاتفاق على موقف موحد وتفادي تباين المواقف الذي ساد الاجتماعات السابقة. وكانت فرنسا قد دعت، في وقت سابق، إلى دعم المعارضة السورية، من خلال فتح المجال لتسليح المعارضة، الأمر الذي اعتبرته المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان ''أوكسفام''، في بيان صادر أمس، أن من شأنه تعميق الأزمة ومضاعفة حجم المأساة الإنسانية في سوريا وقالت ''عدم التوصل إلى تجديد الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على الأسلحة نهاية الشهر، سيكون عملا غير مسؤول وقد يجهض الأمل الهش''. وكانت العديد من المنظمات الإنسانية دعت إلى فسح المجال أمام الجهود السياسية، خاصة بعد مساعي التقارب الأمريكي الروسي، في إشارة إلى القمة الأمريكية الروسية حول السلام والمقررة في 12 جوان القادم والتي سيسبقها اجتماع لوزراء خارجية البلدين، للتباحث حول تطورات الأوضاع وتحديد المراحل القادمة. في الأثناء، يواصل الائتلاف السوري المعارض اجتماعه في مدينة اسطنبول التركية، في محاولة لتعيين قيادة جديدة وتحديد الموقف الموحد بشأن المشاركة في اجتماع جنيف 2 لإيجاد أرضية للحوار لإنهاء الأزمة سياسيا، فيما تشير الأخبار الواردة من داخل اجتماع الائتلاف استمرار الخلافات بخصوص التشكيلة النهائية للهيئة المعارضة، على خلفية محاولة توسيع الائتلاف للمزيد من أطياف المعارضة. وكان الرئيس السابق للائتلاف، أحمد معاذ الخطيب، اجتمع، من جانبه، مع عدد من الشخصيات السورية المعارضة في العاصمة الإسبانية مدريد، من أجل بعث مبادرة جديدة قال عنها إنها قادرة على احتواء الأزمة، من خلال إفساح المجال للرئيس السوري والمقربين منه للخروج من البلاد وضمان الحصانة لهم، على أن يتم نقل السلطة واعتبار الحكومة الحالية، حكومة مؤقتة لتصريف الأعمال بإشراف أممي إلى غاية إجراء انتخابات، وهي المبادرة التي لم تلق ردا من طرف النظام السوري الذي أبدى موافقة مبدئية على المشاركة في مؤتمر جنيف، مطالبا بالمزيد من التفاصيل عن فحوى المفاوضات لتحديد موقفه بشكل نهائي، فيما أكدت الخارجية الروسية أن الحكومة السورية حددت أسماء المفاوضين باسمها في المؤتمر. ميدانيا، أشارت لجان التنسيق المحلية إلى استمرار المعارك في مناطق متفرقة من المحافظات السورية، في تأكيد على أن الاقتتال على أشده في منطقة القصير بمحيط مدينة حمص، في محاولة من الجيش النظامي لاسترجاع المنطقة من سيطرة الجماعات المسلحة. كما أفادت اللجان بأن جنودا من حزب الله اللبناني ومن القوات الخاصة الإيرانية، يقومون بمهمة الإسناد للجيش النظامي، الأمر الذي نفته الخارجية الإيرانية.