أكثر من ألفي طفل ضحية الاعتداء الجنسي والجسدي منذ بداية السنة حذرت المديرية العامة للأمن الوطني الأولياء، من محاسبة فلذات أكبادهم تزامنا ع نهاية السنة الدراسية وظهور نتائج الامتحانات، لما لها من انعكاسات على الأطفال الذين يجدون الهروب إلى الشارع أرحم من توبيخ الأب أو الأم، حيث يكونون معرّضين لمختلف أشكال العنف، على غرار الاختطاف، الاعتداءات الجنسية بل وحتى القتل. قالت رئيسة مكتب حماية الطفولة بالمديرية العامة للأمن الوطني، العميد الأول خيرة مسعودان، خلال منتدى الشرطة أمس بشاطوناف، بحضور ممثلة مكتب الأممالمتحدة للطفولة بالجزائر دوريا مرابطين، أن على الأولياء تقبّل نتائج الامتحانات النهائية لأطفالهم مهما كانت، وكان عليهم محاسبتهم طوال السنة الدراسية. مشيرة إلى أن أي تصرف من أحد الأولياء قد يربك الطفل الذي لا يجد إلا الشارع ملاذا له. وأبرزت مسعودان في هذا السياق أن 80 بالمائة من الاعتداءات التي يتعرض لها الطفل سببها الأولياء، باعتبار أن المجرم يقتنص الفرص ليلا وفي الأماكن الخالية لتنفيذ جريمته، بينما تشير الأرقام التي كشفت عنها، إلى أن 2073 طفل تعرضوا للعنف منذ بداية العام إلى شهر أفريل، أي بنسبة 54.17 بالمائة من العدد الإجمالي. وتأتي قضايا الضرب والجرح العمدي في مقدمة الجرائم التي تفتك بفلذات أكبادنا ب 1123 طفل، تليها في المرتبة الثانية الاعتداءات الجنسية ب 626 طفل، ثم الاختطافات ب109 طفل، والأطفال ضحايا الضرب المفضي للوفاة بحالة واحدة، ثم الأطفال ضحايا جرائم القتل العمدي ب6 حالات، من بينهم حالة الطفلين هارون وإبراهيم اللذين اختطفا بقسنطينة في مارس2013 واعتديا عليهما جنسيا من قبل شاذين قاما بقتلهما بعد إشباع نزواتهما. كما أشارت إلى أن أغلب حالات الاختطافات وهمية، فمن بين 55 حالة اختطاف مبلّغ عنها مثلا، 3 حالات فقط منها حقيقية، ولكن تواصل مسعودان تبقى هذه الأرقام بعيدة عن الواقع”لأن الكثير من الأطفال يعانون في صمت” وهي حالات غير مصرح بها، خاصة بالنسبة للأطفال ضحايا الاعتداءات الجنسية ولا تكتشف حالاتهم إلا عند الهروب من المنزل العائلي، أو عند استقبال مصالح التوليد لحالات مستعجلة لحمل ناتج عن علاقة زنا بين ذوي المحارم، بينما وصل عدد الأطفال المتورطين في الجريمة 2438 طفل، خاصة السرقات. وذكرت ممثلة المديرية العامة للشرطة، أن الفاعل قد يكون أحد الأولياء أو المحيط العائلي، واستدلت في هذا الخصوص بجرائم وقّع فصولها أولياء تجردوا من العطف والحنان، الأولى تتعلق بأب من إحدى الولايات أبرح ابنه ضربا حتى أصبح ينزف دما، وعوض أن يأخذه للمستشفى خاط له الجرح بالإبرة والخيط، وكان مدير مدرسة الضحية هو من أخطر الشرطة بالأمر. أما الجريمة الثانية، فتتعلق بأم منحرفة، فضلت أن تعيش قصة غرامية مع عشيقها على طفلها الذي كان مصدر قلق لها، حيث قام بحبسه في الحمام وترك حنفية الماء الساخن مفتوحة إلى أن فارق الحياة. كما أقدمت أم على ربط ابنها ذو 6 سنوات إلى كرسي وذهبت إلى العمل بحجة أنه يعتدي على شقيقته الصغرى ب 4 سنوات ضربا، وحدث أن وقع حريق في العمارة التي يوجدون بها ليلقيا حتفهما. وكشفت مسعودان أن المديرة العامة للأمن الوطن قدمت دراسة الى وزارة العدل حول إجراء تحقيق مصور للطفل ضحية الاعتداء الجنسي، لأنه مصدوم ولا يمكن أن نطلب منه إعادة سرد الوقائع أمام وكيل الجمهورية وهيئة المحكمة، وهي تجربة مستوحاة من التجربة الأردنية. من جهتها، دعت ممثلة اليونيسيف إلى وضع منظومة ناجعة لحماية الطفل، وأن اليونيسيف قلقة من ظاهرة اختطاف الأطفال في الجزائر.