يصف المدير التنفيذي لشركة "أكسا" للتأمينات، هنري دي كاستري، حضور الشركة في الجزائر منذ نحو عام ونصف العام ب«التحول البارز في مسار أكسا بمنطقة شمال إفريقيا"، قياسا لحجم نمو الشركة في السوق الجزائرية. ويعتقد المسؤول الأول في "أكسا" أن السوق الجزائرية ستكون أحد أهداف الشركة نحو "الاقتصادات الناشئة" تماما مثل أهدافها في آسيا. تثير تجربة السنة ونصف السنة منذ تواجد "أكسا" في الجزائر لأول مرة، إعجاب إدارة الشركة بحكم سرعة تطور العلامة في الجزائر في فترة قصيرة وبلوغها ست ولايات مع قرابة عشرين (20) منتوجا للتأمين. ويبدي المدير التنفيذي لشركة "أكسا" للتأمينات، هنري دي كاستري، هذا الإعجاب قائلا في لقاء مع "الخبر"، على هامش ملتقى دولي للشركة عقد في ضاحية بوردو الفرنسية، نهاية الأسبوع الماضي: "التواجد في الجزائر يعني مباشرة بداية نجاح أكسا في المنطقة كلها، لدينا حضور له دلالة في المغرب، بما أننا ثاني شركة تأمين، أما في الجزائر فلم نكن متواجدين أصلا، لذلك نحن سعداء جدا بالتوصل إلى اتفاق مع الحكومة الجزائرية لدخول السوق الجزائرية". ويشير هنري دي كاستري إلى أن "أكبر امتياز بالنسبة لنا في الجزائر هو أن البلد شاب وبلد غني ولديه موارد هائلة، وبلد أيضا لدينا معه تاريخ مشترك وثقافة مشتركة أيضا، والجميل أن معدل العمر لفريقنا في الجزائر لا يتجاوز ال30 عاما، ونعتقد أن هناك حاجات في السوق الجزائرية يجب التجاوب معها". وختم يقول: "أضف إلى ذلك أن اسم شركة أكسا معروف لدى الجزائريين عكس الصعوبة في ترسيخ العلامة في آسيا مثلا". وترتب شركة "أكسا" تواجدها في الجزائر ضمن سياسة انتشار واسع بالتوازي مع آسيا، خصوصا بعد أن ضمنت الريادة في أوروبا التي توصف بالسوق التقليدية. وتتباهى المؤسسة، التي تنشط في الجزائر ضمن شراكة مع كل من بنك الجزائر الخارجي والصندوق الوطني للاستثمار، بأنها تحقق حجم نمو كبير في الجزائر بانتقالها من 20 موظفا إلى 250 واحتمال تغطية 48 ولاية إلى غاية 2015، كما أنها أول من عرض منتوجا عبر الوسائط الرقمية في الجزائر، وأول من وضع خدمة التعويض على تأمين السيارات في يوم واحد. وفي هذا السياق، يقدم جون لوران غارنييه، الرئيس المدير العام ل«أكسا غلوبال"، مقاربة التواجد في الجزائر ضمن سياسة شاملة، قائلا في مداخلة بالملتقى: "ما نريده هو أسواق واعدة والجزائر تدخل ضمن هذه السياسة، فهي سوق ضخمة وفيها عدد قليل من الأجانب المؤمنين، لذلك نحتكر حاليا التأمين مع المؤسسات". وأضاف: "الجزائر في اهتمامنا ضمن سياسة تستهدف أمريكا اللاتينية سيما المكسيك حاليا والخليج العربي كالسعودية وأيضا تركيا". وسر اهتمام "أكسا" بالسوق الآسيوية وراءه عدة مكونات بقول غاييل أوليفييه، مسؤولة "أكسا" عن إقليم آسيا، حيث تشرح الأمر قائلة: "في آسيا هناك نمو ديمغرافي مطرد وثلثا سكان العالم موجودون هناك، كما أنها تمتاز ببروز طبقة متوسطة ترغب في شراء سيارة ومنزل والتأمين عليها"، لذلك توجد "أكسا" حاليا في رواق تنافسي مهم في كل من اليابان والصين "أول شركة أجنبية حاليا"، وسنغافورة وماليزيا والهند وتايلاند وأندونيسيا. لكن السر في بلوغ "أكسا" هذه المرحلة بالخصوص هو تطويرها لبرنامج تحليل للمخاطر. وشرح كل من مات كريستانسن وأندريس هوبنر هذا البرنامج بأنه "يقدم ثقافة خطر قوية ويضع تقسيما أدق وفهما دقيقا للمخاطر البيئية والمخاطر على حياة الإنسان والمخاطر الاجتماعية والاقتصادية، ولفت مات كريستانسن إلى أن هناك حاجة متزايدة من الأشخاص لحماية الممتلكات، سيما في البلدان الناضجة والناشئة "وهذا أحد العوامل المواتية لأكسا على الرغم من تقلب الأسواق المالية". وبقدر اهتمام مؤسسة التأمين الفرنسية بسوق آسيا وأمريكا اللاتينية، يبدو أنها في عمل لتطوير حضور قوي في منطقة الخليج العربي. ويشرح جيروم دروش، المسؤول الأول عن "أكسا" في منطقة الخليج: "هناك اقتصاد نام بسرعة مدهشة في الخليج، الإمارات تطور أمورا عديدة وكذلك السعودية وقطر. ورغم أن التعداد السكاني ضئيل مقارنة بأوروبا، فإن السوق واعدة سيما في العربية السعودية التي نتوقع أن تصبح محرك اقتصاد الخليج في السنوات المقبلة، بما أنها تمثل 30 بالمائة من سكان الخليج". لكن المؤشرات المهمة في الخليج "وجود طبقة متوسطة تصل إلى 60 بالمائة في الإمارات مثلا، وهذه الطبقة التي تقبل أكثر على التأمين، كما أن السعودية والإمارات تفرضان إلزامية التأمين الصحي وهذا عامل مساعد". ويكشف جيروم دروش أن "أكسا حاليا هي الشركة الأجنبية رقم واحد في الخليج بمعدل 500 ألف مؤمن ينحدرون من 49 جنسية، وتمثل الإمارات 44 بالمائة من عملنا والسعودية 20 بالمائة ونتطور في عمان والبحرين خصوصا".