رفض البيت الأبيض فكرة فرض منطقة حظر جوي على الأجواء السورية. وحسب العديد من وسائل الإعلام الأمريكية، فإن وزارة الدفاع “البنتاغون” عرضت بالفعل على إدارة الرئيس أوباما إقامة منطقة حظر جوي محدودة، خاصة بحماية معسكرات تدريب الثوار، غير أن البيت الأبيض رفض الفكرة والمشروع. وفي هذا الشأن قال مساعد مستشار الأمن القومي الأمريكي بن رودس بأن فرض هذه المنطقة “أكثر صعوبة وخطورةوكلفة في سوريا”، لكن مقابل هذا أكد بأنه ستكون هناك زيادة هائلة في المساعدات الأمريكية لمقاتلي المعارضة في سوريا، دون تقديم أية توضيحات. وفي انتظار تجسيد هذه السياسات على أرض الواقع قال قائد الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس، بأنه يمكنهم إسقاط نظام بشار الأسد في ستة أشهر إذا ما توفر لهم السلاح الذي يمكنهم من مواجهة الجيش النظامي، ثم أوضح بأن الأمر يعتمد على مدى الدعم الذي سيقدمونه لنا، إذا كان لدينا القليل ستستمر المعركة وقتاً طويلاً، وإن كان لدينا ما يكفي فنحن منظمون بشكل جيد ونحتاج إلى القليل من التدريب، فإذا حصلنا على التدريب والسلاح أعتقد أننا نحتاج نحو ستة أشهر لإسقاط النظام وحث الدول الغربية على تزويد جيشه بمضادات للطائرات والصواريخ وإقامة منطقة حظر للطيران. في هذا الوقت نقلت وكالة “رويترز” للأنباء عن مصادر أمنية أوروبية، أنه يحتمل أن تتضمن الأسلحة التي تعتزم الولاياتالمتحدة إرسالها إلى مقاتلي المعارضة السورية قذائف صاروخية ومورتر، بهدف التصدي للمدرعات والدبابات، لكن نفس هذه المصادر أكدت بأنه لا نية لإرسال صواريخ مضادة للطائرات تُطلق من فوق الكتف، والمقصود بهذا السلاح هو صواريخ “ستينغر” التي سلمتها الإدارة الأمريكية للمقاتلين الأفغان إبان الحرب السوفياتية الأفغانية، والتي يرجع لهاالفضل في تحييد الطيران السوفياتي، وهو ما مكن المجاهدين الأفغان من حسم الحرب لصالحهم. ميدانيا، أعلن الجيش الحر صبيحة أمس السبت، سيطرته على أكبر حواجز جيش النظام شمال الرستن بريف حمص، كما سيطر على حاجز الإسكان العسكري في ريف إدلب، وبالموازاة تدور اشتباكات متقطعة منذ منتصف الليلة الماضية على عدة جبهات بمدينة حلب. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية ومجلس قيادة الثورة في دمشق إن اشتباكات عنيفة دارت فجر أمس بين الجيش الحر وقوات النظام في مدخل مخيم اليرموك، كما تحدث المركز الإعلامي السوري عن تعرض حي الحجر الأسود لقصف عنيف، في حين أشارت لجان التنسيق المحلية إلى أن قوات النظام قصفت حيي القابون وجوبر في دمشق بالمدفعية الثقيلة وبالطائرات، كما امتد القصف إلى مدن الزبداني وحرستا والمليحة في ريفها. وقد تزامنت هذه التطورات الميدانية مع انقطاع التيار الكهربائي عن معظم مناطق جنوب العاصمة دمشق ووسطها، كما أن مدينة دير الزور شهدت مواجهات عنيفة طيلة يوم أمس دون أن يتغير شيء على الأرض، حيث ظل كل طرف بالمواقع التي يسيطر عليها.