اكدت دول عدة ضرورة العودة بسرعة الى العملية الديموقراطية في مصر بعد ازاحة الجيش للرئيس المصري محمد مرسي عن السلطة تحت ضغط شعبي، بينما رحب عدد من البلدان العربية بهذه الخطوة. ففي موسكو، دعت وزارة الخارجية الروسية "جميع القوى السياسية في مصر" الى ضبط النفس" وان "تؤكد من خلال الافعال رغبتها في حل المشاكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية في اطار ديموقراطي، دون اعمال عنف ومع احترام مصالح جميع طبقات ومكونات المجتمع المصري".من جهتها، اعلنت الصين تأييد "خيار الشعب المصري"، ودعت الى الحوار. كما عبرت عن الامل في ان "يتفادى جميع الاطراف المعنيين في مصر اللجوء الى العنف وان يتمكنوا من حل خلافاتهم من خلال الحوار والتشاور بهدف تحقيق المصالحة والاستقرار الاجتماعي".وفي لندن صرح وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان بريطانيا "ستعمل" مع السلطة الجديدة في مصر، مؤكدا من جديد ان لندن لا تدعم "التدخلات العسكرية".وقال هيغ "لا ندعم التدخل العسكري في نظام ديموقراطي (...) لكننا سنعمل مع السلطات في مصر". الا ان هيغ قال انه "علينا ان ندرك ان هذا التدخل (من جانب الجيش) يلقى شعبية. لا شك في ذلك بناء على قراءة الرأي العام الحالي في مصر".وفي اثينا، صرح وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي ان ازاحة مرسي تشكل "فشلا كبيرا للديموقراطية". وقال "انه فشل كبير للديموقراطية في مصر"، مؤكدا ان "عودة مصر في اسرع وقت ممكن الى النظام الدستوري امر ملح (...) وهناك خطر حقيقي من تأثر عملية الانتقال الديموقراطي في مصر".وقبل ساعات من ذلك، دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما الى اجراء انتخابات سريعة لحكومة جديدة مدنية في مصر معربا عن "قلقه العميق" ازاء ازاحة الجيش الرئيس مرسي وتعليق العمل بالدستور.كما طلب اوباما من الوكالات والوزارات المعنية تقييم "التداعيات" القانونية للوضع الجديد على المساعدات التي تقدمها الولاياتالمتحدة سنويا الى القاهرة والتي بموجب الدستور الاميركي لا يمكن ان تدفع لبلد شهد انقلابا عسكريا.ودعا اوباما "جميع الاطراف" الى "تجنب العنف والالتفاف من اجل عودة دائمة الى الديموقراطية في مصر".وفي نيويورك، عبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن "قلقه" من ازاحة الجيش لمرسي لكنه رأى ان مطالب المتظاهرين المصريين "شرعية".واكد بان ضرورة "تعزيز النظام المدني سريعا وفق مبادىء الديموقراطية".من جهته، دعا الاتحاد الاوروبي كل الاطراف في مصر الى "العودة بسرعة الى العملية الديموقراطية" خصوصا عبر اجراء انتخابات رئاسية جديدة بعد اقصاء مرسي.اما فرنسا فقالت انها انها "اخذت علما" بالاعلان عن انتخابات جديدة، كما قال وزير الخارجية لوران فابيوس الذي اكد انه "يأمل في ان يتم الاعداد للاستحقاقات في اطار احترام السلام الاهلي والتعددية والحربات الفردية ومكتسبات الانتقال الديموقراطي ليتمكن الشعب المصري من اختيار قادته ومستقبله بحرية".ودعت كندا الى "حوار بناء" بين كل الاطراف في مصر. وقال الناطق باسم وزارة خارجيتها ريتش روث ان "كندا تدعو كل الاطراف في مصر الى الهدوء وتجنب العنف والدخول في حوار بناء".وكان العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز اول القادة العرب الذين هنأوا الرئيس الانتقالي الجديد لمصر حتى قبل ان يؤدي اليمين الدستورية.قال الملك عبد الله في برقية وجهها الى عدلي منصور "في ذات الوقت نشد على ايدي رجال القوات المسلحة كافة ممثلة في الفريق اول عبد الفتاح السيسي الذين اخرجوا مصر في هذه المرحلة من نفق الله يعلم ابعاده وتداعياته لكنها الحكمة والتعقل التي حفظت لكل الاطراف حقها في العملية السياسية".كما اشادت الامارات العربية المتحدة بالجيش المصري. وذكرت وكالة انباء الامارات ان رئيس الامارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وجه برقية تهنئة الى الرئيس الموقت عدلي منصور بعد أدائه اليمين الخميس.وقال الشيخ خليفة "تابعنا بكل تقدير وارتياح الاجماع الوطني الذي تشهده بلادكم الشقيقة والذي كان له الاثر البارز في خروج مصر من الأزمة التي واجهتها بصورة سلمية تحفظ مؤسساتها وتجسد حضارة مصر العريقة وتعزز دورها العربي والدولي".واكد ان الإمارات "التي تربطها بمصر علاقات أخوية وتاريخية تتطلع دائما الى تطوير وترسيخ هذه العلاقات في جميع المجالات لما فيه مصلحة البلدين وخير شعبيهما".كما عبر الاردن عن دعمه لمصر قيادة وشعبا في "هذا الظرف المفصلي".واكد وزير الخارجية ناصر جودة في بيان الخميس "دعم الاردن الكامل والثابت لمصر الشقيقة وشعبها العزيز وقيادتها وهي تتولى زمام المسؤولية بشجاعة في هذا الظرف المفصلي".وعبر عن "احترام ارادة الشعب المصري العظيم والشقيق (...) الذي ما فتىء يذهل العالم كله بارادته القوية وعزيمته التي لا تلين (...) واحترام الاردن العميق للقوات المسلحة المصرية العريقة ودورها الوطني والمشرف والمحوري الجامع في مصر وفي منظومة الامن القومي العربي".من جهته، عبر السودان عن امله في ان "يسود السلام والاستقرار" في مصر "الشقيقة"، كما ذكرت وكالة الانباء السودانية الرسمية.وعبرت الحكومة البرازيلية عم "قلقها" من "الوضع الخطير" في مصر ودعت الى حوار بلا عنف من اجل حل للازمة عبر المؤسسات.واخيرا وجهت منظمة العفو الدولية نداء الى الجيش المصري "ليفعل ما بوسعه من اجل حماية حقوق الانسان وامن كل فرد في مصر ايا تكن خياراته السياسية".اما منظمة هيومن رايتس ووتش للشرق الاوسط فقد اكدت ان "الحكومة المصرية الجديدة يجب ان تبتعد بشكل حاسم عن نموذج الانتهاكات الخطيرة التي سادت منذ انتفاضة كانون الثاني/يناير 2011، والالتزام باحترام حقوق حرية التعبير والاجتماع السلمي".واضافت ان "السلطات يجب ان تحمي وتشجع حقوق كل المصريين وتوقف الاعتقالات التعسفية لاعضاء الاخوان المسلمين وحليفهم حزب الحربة والعدالة".