أطلق ناشطون وحقوقيون ومواطنون عريضة لجمع مليون توقيع من أجل الضغط على الحكومة لتحسين ظروف التكفل الصحي وإنقاذ حياة مرضى السرطان والمتوافدين على مصالح الاستعجالات. ودق المعنيون أمس ناقوس الخطر في ذكرى خمسينية الاستقلال حيث لا يزال حق المواطن في العلاج غير مضمون. أفادت عريضة الإمضاءات التي تحوز “الخبر” نسخة منها، وتهدف إلى جمع مليون توقيع من كافة أنحاء الوطن، بأن الوضع لم يعد محتملا وسط غياب شبه تام للتكفل اللازم بالمرضى في المستشفيات. وأمام هذا دعت العريضة التي وقعها عدد من الحقوقيين والناشطين والمواطنين من مختلف الفئات والأعمار، بأنه يجب أن تكون هناك تعبئة شاملة للمواطنين من أجل المطالبة بتكفل أحسن بالمرضى، وتوفير ظروف أحسن للعلاج لحفظ كرامة الإنسان. وعلى الرغم من أن “إصلاح المستشفيات يتم الإعلان عن مشاريعه والملايير التي صرفت من أجله في كل مرة من طرف وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات، إلا أن الوضع يتدهور باستمرار”. ومع أن كل الحقوق مكفولة في المواثيق العالمية والوطنية، إلا أن آلاف الجزائريين يجدون أنفسهم لوحدهم يوما بعد يوم في مواجهة الأمراض”، وأضافت العريضة “كما تغيب الأسرة في المستشفيات ناهيك عن نقص الأطباء المختصين وندرة الأدوية”. أما الكارثة الكبرى فتتعلق بغياب التكفل اللازم بالمرضى المصابين بالسرطان بسبب تأخر مواعيد العلاج الكيميائي التي تصل إلى سنة، في حين يتوفى المعنيون في صمت في انتظار التاريخ المحدد”. وحملت العريضة الحكومة تبعات ما يحدث من معاناة المرضى أمام الوعود التي تطلقها من دون أن تتجسد في الميدان، خصوصا ما تعلق بالتكفل بالمرضى في المدن الداخلية الذين لا يتمكنون من الاستفادة من العلاج لغياب الأطباء المختصين والأدوية وسيارات الإسعاف، في الوقت الذي تعاني فيه المراكز الاستشفائية في الشمال من عجز كبير لتلبية الطلب، في مقابل الضغط وسوء التكفل على مستوى مصالح الاستعجالات بعد نصف قرن من الاستقلال.