الإمام أبو عبد الله محمد بن يوسف السنوسي الحسني التلمساني، ولم يتم تحديد تاريخ ولادة صالحها وزاهدها وكبير علمائها بشكل دقيق، إلاّ أنّه من المتفق عليه بين أغلب المؤرّخين أنه ولد بعد سنة 830ه. نشأ الإمام السنوسي خيّرًا مباركًا فاضلاً، أخذ العلم عن جماعة منهم والده المذكور والشيخ العلامة نصر الزواوي، وعن غيرهم من أئمة وعلماء عصره، وكان آية في علمه وهديه وصلاحه وسيرته وتوقيه. له في العلوم الظاهرة أوفر نصيب، جمع من فروعها وأصولها السّهم والتّعصيب، فكان لا يتحدّث في فن إلاّ ظنّ سامعه أنّه لا يحسن غيره لاسيما في علم التّوحيد والعلوم العقلية، وكان لا يقرأ في علوم الظاهر إلاّ خرج منه لعلوم الآخرة لاسيما التّفسير والحديث، وذلك لكثرة مراقبته لله تعالى كأنّه يشاهد الآخرة. وللإمام السنوسي كتب قيّمة، منها: الشرح الكبير على الحوفية [ألّفه وهو ابن تسعة عشر عامًا]، العقيدة الكبرى، العقيدة الوسطى والعقيدة الصغرى [أمّ البراهين]. ولمّا أحسَّ الإمام السنوسي بمرض الموت، انقطع عن المسجد ولازم فراشه حتّى مات، ومرض عشرة أيّام. وتوفي يوم الأحد 18 جمادى الآخرة سنة 895ه.