الإسلام لا يتملّق أحد ولا يزن النّاس بموازن الجاهلية الأولى ولا أي جاهلية تقيم للنّاس ميزانًا غير ميزانه.. {اصبر نفسك} مع هؤلاء صاحبهم وجالسهم وعلمهم، ففيهم كلّ الخير وعلى مثلهم تقوم الدعوات لآنّ الله هو غايتهم يتّجهون إليه بالغَداة والعشي لا يتحوّلون عنه ولا يبتغون إلاّ رِضاه فالدعوات لا تقوم على مَن يعتنقونها لأنّها غالبة، ومن يعتنقونها ليقودوا بها الأتباع، ومَن يعتنقونها ليحقّقوا بها الأطماع وليتجرّأوا بها في سوق الدعوات تشترى منهم وتباع، إنّما تقوم الدعوات بهذه القلوب الّتي تتّجه إلى الله خالصة له، لا تبغي جاهًا ولا متاعًا ولا انتفاعًا، إنّما تبتغى وجهه وترجو رضاه. ولا تطع هؤلاء الكفرة فيما يطلبون من تمييز بينهم وبين الفقراء الّذين يتبعون أهواءهم أهواء الجاهلية ويحكمون مقاييسها في العباد فهم وأقوالهم سفه ضائع لا يستحقّ إلاّ الإغفال جزاء ما غفلوا عن ذِكر الله.