أن ينقسم المصريون إزاء الموقف من حكم بلادهم فهذا شأنهم.. أما وأن ينقسم الجزائريون أيضا حيال ما يحدث في مصر فهذا هو البؤس بعينه... أشباه الإسلاميين عندنا انحازوا آليا إلى جماعة الإخوان، وجماعة النظام عندنا والعلمانيون انحازوا هم أيضا لجماعة الفلول المضادة لمرسي!؟ إذا كانت الفلول وبقايا النظام البائد لحسني مبارك قد فعلوا الأفاعيل لمصر، فإن جماعة الإخوان فعلت بمصر في ظرف عام ما لم يفعله مبارك في 30 سنة. الإخوان ومرسي قسموا مصر إلى نصفين يتقاتلان بالمظاهرات والمظاهرات المضادة... وهذه أخطر مشكلة تواجه مصر الآن... هذا الانقسام الحاد يهدد بالفعل وحدة البلاد، وهو أخطر من العنف والإرهاب الذي واجهته مصر وواجهته الجزائر!؟ بقايا الحكم الفاسد في مصر أرادوا محاكمة مرسي على فراره من السجن قبل أن يكون رئيسا! وهذه مصيبة ينجزها النظام ضد نفسه! فلو قام هذا النظام بمحاكمة مرسي بتهمة الخيانة العظمى لأنه قسم البلاد وأحدث فتنة وسط الشعب المصري لكان قرارهم فيه معقولية، أما وأن يحاكموه كرئيس على شيء وقع قبل أن يتولى الرئاسة، فهذا هو البؤس السياسي بعينه.. إذ كيف يعاقب من أكل رمضان في الجاهلية!؟ لكن بالمقابل حين يفتي زعيم الإخوان بجواز أكل رمضان من طرف المعتصمين في رابعة العدوية لأنهم في حالة جهاد ضد العسكر... فذاك يعني أن الفتوى هذه تكون مقبولة لو أصدرها الحاخام في إسرائيل!؟ وليس بديع الذي أصبح يبدع البدع في تقسيم الشعب المصري إلى نصفين! الديمقراطية المصرية وجدت لأجل تكبير مصر لاستعادة دورها في الشرق الأوسط، فحوّلها الإخوان إلى ديمقراطية تقسيم الشعب المصري وتصغير مصر وتجعل حتى دول الخليج تتسردك على مصر! حتى لو كانت الفلول مخطئة في حق مرسي بعزله من منصبه بغير وجه حق من طرف العسكر، فإن فشله في صون وحدة الشعب وليس وحدة البلاد في حد ذاته يعطي الجيش بعض الحق في ما أقدم عليه. ولعل أهم نتائج تقسيم الشعب بهذه الطريقة الكارثية هي الاضطرابات التي حصلت في سيناء.. لأنه عندما تهتز الجبهة الداخلية لبلد ما، كما حدث في عهد حكم الإخوان، تظهر الأمراض والأعراض التي لها علاقة بالأطماع الخارجية! وحالة سيناء واضحة!؟ الإخوان تسببوا بالفهم القاصر للديمقراطية في تعطيل التنمية وفي تعطيل المؤسسات، ثم تسببوا في تقسيم البلد دينيا بصورة خطيرة. الآن وبعد الذي حصل فمهما يفعل العسكر بالحركة الإسلامية الإخوانية من مناكر فهم على صواب، لأن الإخوان أساؤوا التصرف بالديمقراطية. لاحظوا أن مرسي خلال حكمه هو الذي أدخل البلاد في النفق الجديد الذي تعيشه بسبب ظاهرة المسيرات والمسيرات المضادة... رئيس لعب بحكمه في الشارع فكانت النتيجة الانقلاب عليه. [email protected]