يبقى اللاعب الفرنسي إييرك كانتونا من اللاعبين العالميين الذين تركوا بصماتهم واضحة على الميادين الكروية، وخلد التاريخ الرياضي أسماءهم. كانتونا لم يكن لاعبا عاديا، فهولاعب مشاغب صنع لحدث بقدراته وبسلوكاته أيضا وكان محل انتقادات كبيرة من طرف الصحافة العالمية لخرجاته الغريبة، رغم أنه كان مستعدا لمواجهة الجميع حتى الصحافة ولوبالقوة. وسطع نجم كانتونا مع فوزه بكأس أوربا مع المنتخب الفرنسي لأقل من 21 سنة عام 1988، لينتقل إلى أولمبيك مارسيليا التي عاش فيها خلافات مع رئيس النادي برنار تابي من الرغم من مساهمته الفعالة في الفوز بلقب البطولة الفرنسية. وانتقل بعد ذلك إلى فريق نيم أين عوقب من طرف الاتحاد الفرنسي لمدة شهر بعد اعتدائه في إحدى المباريات على حكم اللقاء، لما رمى عليه الكرة احتجاجا على قراراته. وكان رده شتم أحد أعضاء الاتحاد لترفع عقوبته إلى شهرين. وبعد هذه الحادثة، قرّر كانتونا اعتزال اللعب سنة 1992، ولكن القرار لم يعجب محبيه الذين ضغطوا عليه للعودة لمداعبة الكرة من جديد. وكان ميشال بلاتيني أول من أقنعه بالعودة إلى الميادين، وهوما قبله كانتونا ولكن هذه المرة بملاعب انجلترا. وانظم إلى نادي ليدز يونايتد ثم إلى مانشستر يونايتد أين تألق بشكل كبير، وساهم في تتويج “المان” باللقب سنة 1993 بعد مرور 26 سنة ثم بلقب آخر في الموسم الموالي، ما جعل كانتونا معشوق الجماهير وكان الرقم 7 رمزا في مانشستر. وصنع كانتونا، الذي أعدّ له الإنجليز أغنية عرفانا لما كان يقدّمه فوق الميادين، الحدث سنة 1995، حين اعتدى بركلة على أحد المشجعين الإنجليز في المدرّجات من مناصري كريستال بالاس المدعوماتيوسيمونز بعد أن طرده الحكم. وفي اللقاء الصحفي الذي عقد من بعد قال كانتونا قولته المشهورة باللغة الانجليزية “عندما تطارد طيور النورس سفن الصيد.. هذا لأنهم يظنون بأن السردين سوف يرمى في البحر. “ ولما بلغ من العمر ثلاثين سنة قرر كانتونا الاعتزال نهائيا، مما شكل ضربة موجعة لأنصار “الشياطين الحمر” بعد أن ساهم في فوز الفريق بالعديد من الألقاب. وبعد ذلك توجه إلى السنيما الفرنسية، أين مثل في العديد من الأفلام الفرنسية، منها فيلم خارج فرنسا بعنوان “أحمل إلي حبك” سنة 2002. ثم شارك في الاعلانات خاصة مع شركة نايك، وواصل نشاطه مع الكرة الشاطئية وفاز مع المنتخب الفرنسي بكأس العالم لهذه الرياضة سنة 2005. وفي سنة 2012 أعلن كانتونا نيته في الترشح للرئاسة في فرنسا بعد أن قام بدعوة للثورة على المصارف من خلال الأنترنيت، حيث قال في شريط فيديو”إذا وجد عشرون مليون شخص يسحبون أموالهم، فإن النظام المصرفي سينهار”.. لكن دعوته لإفراغ المصارف لم تجد صدى.