سعى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الثلاثاء للحيلولة دون انهيار مبادرته للسلام في الشرق الأوسط التي تواجه أكبر تهديد لها حتى الآن بسبب سلسلة إعلانات إسرائيلية عن بناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربيةوالقدس الشرقية. واتصل كيري بزعماء إسرائيل والفلسطينيين قبل يوم من استئناف محادثات السلام بين الجانبين في القدس رغم أنه يقوم بأول زيارة له لأمريكا الجنوبية كوزير للخارجية.وقال كيري إنه أجرى يوم الثلاثاء محادثات "مباشرة وصريحة للغاية بشأن المستوطنات" في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.وتحدث كيري في وقت لاحق مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقال قبل حديثه مع عباس إن الرئيس الفلسطيني "ملتزم بمواصلة حضور هذه المفاوضات".وفي حين أن أحدث جولة من المحادثات ستمضي قدما على الأرجح فيما يبدو تسلط تصريحات كيري من الجانب الآخر من العالم الضوء على المهمة التي تنتظره في إبقاء الطرفين على طاولة المفاوضات ودفعهما للتوصل إلى اتفاق.وأعلنت إسرائيل في الأيام القليلة الماضية عن مناقصات وخطط لبناء نحو 3100 وحدة سكنية في الضفة الغربيةوالقدس الشرقية.وأدى هذا إلى تلميحات من الفلسطينيين إلى أن محادثات السلام التي أعلنها كيري الشهر الماضي فقط قد لا تستمر طويلا.وقال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين يوم الأحد إنه إذا كانت الحكومة الاسرائيلية تعتقد أن بإمكانها ان تتجاوز خطا أحمر كل أسبوع بنشاطها الاستيطاني فما تروج له هو مفاوضات لا يمكن أن تدوم.وجدد كيري في مؤتمر صحفي في برازيليا مع نظيره البرازيلي انتونيو باتريوتا تأكيده أن حكومة الرئيس باراك اوباما تعتبر المستوطنات "غير مشروعة".لكنه سلم أيضا بأن إسرائيل لن توقف البناء في أراض يعتقد كثير من المراقبين أنها ستضمها في إطار أي اتفاق سلام نهائي.وقال كيري "كان رئيس الوزراء نتنياهو صريحا تماما معنا ومع الرئيس عباس بأنه سيعلن عن بعض عمليات البناء الاضافية في مناطق لن تؤثر على خارطة السلام."وأضاف "وافق بشكل خاص على عدم عرقلة ما قد تكون إمكانية لمضي السلام قدما" في إشارة إلى البناء الإسرائيلي الجديد في أراض يتفق أغلب المراقبين على أنها ستكون جزءا من دولة فلسطينية محتملة.وقال "ما زلنا نعتقد أنه سيكون من الأفضل عدم فعل ذلك ... لكن هناك واقع للحياة في إسرائيل يجب وضعه في الاعتبار هنا."ومن المستبعد أن توافق حكومة نتنياهو الائتلافية على الوقف الكامل لأنشطة الاستيطان. وطالب الفلسطينيون بالوقف الكامل للاستيطان في جولة سابقة من المحادثات رعتها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون مما أدى إلى انهيارها.وفي أواخر يوليو تموز حدد كيري مهلة مدتها تسعة أشهر لمحادثات السلام وهو جدول زمني يهدف جزئيا لدفع الطرفين لاجراء محادثات سريعة بشأن نزاعاتهما الأساسية ويقلل فرص إحباط المفاوضات بسبب المستوطنات أو غيرها من العراقيل.وأشاد باتريوتا بجهود نظيره الأمريكي على مدى شهور من أجل استئناف المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين. لكنه أوضح أيضا موقف حكومته من البناء الإسرائيلي في الضفة الغربيةوالقدس الشرقية.وقال "نحن نعارض ... المستوطنات."وقالت الأممالمتحدة يوم الثلاثاء إن أمينها العام بان جي مون سيزور الشرق الوسط في وقت لاحق هذا الأسبوع حيث يعتزم زيارة الأردن ومدينة رام مقر السلطة الفلسطينية في الضفة الغربيةوالقدس.