شنّ، أمس، عمال المصنع التركي للحديد والصلب، ”توسيالي ألجيري”، بوهران، إضرابا مفتوحا عن العمل، شلّوا بموجبه كل الأنشطة إلى أجل غير مسمى، رافضين دخول وخروج أي شخص، تعبيرا عن تذمرهم من الأوضاع المأساوية التي يمارسون فيها مهامهم. وقد عاش المصنع التركي الواقع في منطقة الشهايرية التابعة إقليميا لدائرة بطيوة، حالة استنفار قصوى، طيلة نهار أمس، كان أبطالها العمال الجزائريون الذين تدفقوا جماعات جماعات على بوابة المصنع، رافضين القيام بأي نشاط رغم ارتدائهم بذل العمل، حيث أوصدوا أبواب المدخل الرئيسي بلافتة عملاقة كتبوا فيها ”نحن في إضراب.. نريد حقوقنا”، وذلك أمام مرأى أعوان مصالح الدرك الوطني، وأصحاب الشاحنات التي اصطفت في شكل طابور بعد أن فشلوا في كل محاولات الولوج إلى داخل المصنع لشحن الحديد المنتج. وحسب تصريحات المحتجين ممّن التقت بهم ”الخبر” في موقع الإضراب، أمس، فإن غضب العمال ”فرضته الظروف المزرية التي نتخبط فيها، فضلا عن عدم إيجاد آذان صاغية من المسيرين الأتراك”، مؤكدين بأن حركتهم ستتواصل إلى غاية الاستجابة لمطالبهم المتمثلة أساسا في تشكيل فرع نقابي، والمطالبة برحيل مدير الموارد البشرية الحالي الذي حمّلوه قسطا كبيرا من المشاكل التي يتخبطون فيها. واستنكر المحتجون ظروف العمل في ضوء عدم توفير المستلزمات الضرورية، على غرار الخوذة، والبذل، والنظارات وغيرها من وسائل العمل الأخرى، بالرغم من أن جانبا كبيرا من العمال ينشطون على مستوى الأفران، ما يتسبب لهم في كثير من الأحيان في إصابات متفاوتة الخطورة طالت الكثير من المستخدمين، مشددين في نفس الاتجاه على ضعف الرواتب الشهرية التي تمنح للجزائريين مقارنة بالعمال الأتراك، على حد قولهم. كما تطرق المحتجون الذين فشل رئيس الدائرة في إقناعهم بالعدول عن إضرابهم، إلى مشكل الطرد التعسفي الذي استهدف في الأشهر الأخيرة عددا معتبرا من العمال المحليين في شكل جماعي، بالإضافة إلى مشكل رداءة الوجبات المقدمة للعمال ومطالبتهم بتحمّل مصاريف النقل، إلى غير ذلك من المشاكل التي تستوجب، حسبهم، إيفاد لجنة تحقيق للوقوف على هذه التجاوزات. يذكر بأننا حاولنا الاتصال بمسيري الشركة لمعرفة وجهة نظرهم بخصوص أول إضراب يشهده المصنع، إلا أننا لم نوفق في ذلك.