اختتم، أول أمس، برنامج إصلاح المدارس العليا الجزائرية التي أشرفت عليها السفارة الفرنسية بالجزائر، بهبة قدّرت بمليوني أورو (حوالي 21 مليار سنتيم). وكان البرنامج مركزا على دعم المدارس العليا وخلق مدارس في التكنولوجيا، وقد حقّق أهدافه. أوضحت السفارة الفرنسية، في بيان تسلّمت ”الخبر” نسخة منه، أن برنامج دعم المدارس العليا الجزائرية الذي انطلق العمل به سنة 2008، كان الهدف منه إصلاح هذه الهيئات العلمية عن طريق العمل بشبكة تربط المدارس الجزائرية بنظيرتها الفرنسية، ودعم أربعة مجالات، وهي علم الهندسة وعلم الحياة والعلوم التجارية والتسيير والهندسة المعمارية. وأثمرت ال5 سنوات من الإصلاح، في خلق 11 مدرسة تحضيرية بالمدارس العليا للمهندسين، ووضع تكوين محترف في مجال النقل وإعادة النظر في البرامج التعليمية بمجال التكوين في مدارس المهندسين، وكذا إنشاء مسار ريادة الأعمال الهندسية، وتعني تكوين مهندسين شباب في مجال خلق مؤسسات عصرية بالجزائر. وتم خلال المدّة ذاتها، تخصيص ألف تربص للأساتذة والأعوان الإداريين الجزائريين في المؤسسات الفرنسية، و300 مهمة قام بها خبراء فرنسيون نحو الجزائر. وقد بلغت التكلفة التي ساهمت فيها السلطات الفرنسية، 2 مليون أورو (21 مليار سنتيم)، تم دفعها لتغطية تكاليف رواتب الخبراء الفرنسيين وتذاكر الرحلات والدراسات التي يقومون بها. من جانبه، أفاد مدير التعاون والتبادل ما بين الجامعات سعيداني أرزقي، أمس، في لقاء مع ”الخبر”، أن برامج إصلاح المدارس العليا الجزائرية الغرض منها اختيار أحسن الفائزين في شهادة البكالوريا لتكوينهم وإلحاقهم بالمدارس التحضيرية ال11 التي تم إنشاؤها لمدة سنتين، وذلك في إطار إصلاحات التعليم العالي، حيث اختارت الوزارة 4 آلاف طالب من إجمالي 78 ألف طالب اختاروا الالتحاق بالمدارس العليا الوطنية. ويعنى برنامج التعاون بين الجزائر وفرنسا، بإصلاح 13 مدرسة عليا، حسب المسؤول ذاته، وهي المدرسة متعددة التقنيات والمدرسة العليا للهندسة المعمارية والمدرسة العليا للإعلام الآلي، والمدرسة العليا للأشغال العمومية والمدرسة العليا للري، والمدرسة العليا لعلوم البحار والمدرسة العليا للتجارة، والمدرسة العليا للتخطيط والإحصائيات والمدرسة العليا للفلاحة والمدرسة العليا للبيطرة. وأوضح سعيداني أرزقي أن التكوين كانت نتائجه ممتازة، وأصبح بموجبه المهندسون الجزائريون ذوي قدرات وإمكانيات للاستجابة لانشغالات سوق الشغل والمؤسسات الاقتصادية، مشيرا إلى أن التكوين عام يعطي الحلول التقنية لكافة المشاكل التي تستدعي الخبرة الأجنبية، وذلك بالتنسيق مع 23 مدرسة عليا فرنسية. ويجد الناجحون في التكوين الذي يكلّل بمسابقة عند التخرج، مناصب عملهم في انتظارهم، لأنّ المدارس العليا توضع عقود عمل مع مؤسسات في إطار منتديات تنظم طوال السنة لضبط احتياجاتها من اليد العاملة. وقال مدير التعاون والتبادل ما بين الجامعات بوزارة التعليم العالي، عن إنشاء كمرحلة ثانية بعد الانتهاء من برنامج إصلاح المدارس العليا الجزائرية، ل”مرصد مهن” ومرجع للكفاءات يربط الشركات والمدارس، لتزويدها باحتياجاتها البشرية، مضيفا أن برنامجا آخر بين وزارة التعليم العالي والاتحاد الأوربي بقيمة 21.5 مليون أورو في مجال التكوين له 5 أهداف.