نجح فريق دولي من العلماء في مجال الأحياء الجزيئية باكتشاف تسلسل منتظم في الحمض النووي مسؤول عن تشكل ملامح الوجه لدى الثديات، بما فيها الإنسان.هذا التسلسل المنتظم الذي تمكن العلماء من اكتشافه ذو صلة بفئة المعزز، أي الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين، الذي يتكون من 100 إلى 300 قاعدة وظيفتها تعزيز وزياد تسريع النسخ الجيني. وهذا التسلسل يتكون من أجزاء غير مشفرة من الحمض النووي، تؤثر بمساعدة بروتينات محددة على نشاط الجينات، التي تقع على بعد عشرات آلاف النيكليوتيد من هذه المعززات.ومن المعروف أن النيكليوتيد يعتبر الوحدة الأساسية لبناء الحمض النووي المذكور أعلاه والحمض الريبي النووي، الذي يتميز عن الحمض الريبوزي باحتوائه على حلقة ريبوز ويوراسيل. يتمتع المعزز بالقدرة على تنشيط الجينات التي تقع على مسافة بعيدة عن أهداف الحمض النووي، ولكن نشاطه محدود بسبب حواجز معينة من العناصر العازلة.في إطار الاختبارات على فئران المختبرات نجح العلماء بالعثور على عناصر القدرة فى التحكم بملامح الوجه بالمعززات والبروتينات المساعدة، وقد تم العثور على 4 آلاف عنصر منظم.أدخل الباحثون في بعض هذه العناصر بروتينات فلورية خضراء، وهي تشع بلون أخضر حين تتعرض للون الأزرق، وهو ما سمح بمراقبة آلية عمل هذه أو تلك المعززات على سطح الوجه؛ ولتأكيد دور المعززات قام العلماء بإزالة 3 منها، فحصلوا على عدد من القوارض المشوهة جينيا. للوهلة الأولى لا يبدو أن هناك أية فوارق بين هذه القوارض، لكن الرسم السطحي أظهر ان إزالة المعززات أدت إلى تغيير في حجم الجمجمة، إذ أصبح أكثر طولا أو عرضا او قصرا.إلى ذلك يرى العلماء القائمون على التجربة أن النتائج التي تم التوصل إليها بواسطة التجارب على الفئران يمكن تعميمها على البشر، إذ إن غالبية المعززات التي تم اكتشافها وتحديد وظائفها لدى الفئران تشبه إلى حد كبير المعززات لدى جينات البشر.هذا وكانت بحوث سابقة قد كشفت عن 5 جينات تؤثر في تحديد شكل وملامح الانسان. ولم يستند العلماء الذين توصلوا إلى هذا الاستنتاج في تجربتهم على آلية تطور الجزيئيات، بل على النسبة والتناسب في خصائص الوجه بين 10 آلاف متطوع.من المفترض أن يواصل علماء الأحياء تجاربهم وبحوثهم للتوصل إلى تأثير المعززات التي تم اكتشافها مؤخرا على الجينات المكتشفة في وقت سابق.