بعد ستة أيام من التنافس والتألق، أكدت الصين الشعبية وفرقتها أحقيتها في تصدّر قائمة الفائزين بجوائز المهرجان الدولي الثقافي للرقص المعاصر، بينما انتزعت اليونان الجائزة الثانية، وأكدت الجزائر أنها في الطريق الصحيح من خلال فرقة بلعباس “السلام” وافتكاكها للجائزة الثالثة. أعلنت لجنة تحكيم المهرجان الدولي للرقص المعاصر، التي يرأسها العراقي “طلعت السماوي” وتضم رانيكو بابليش من كرواتيا، وكارديناس ريتو روزاريو من كوبا، واليتس الكسندر من صربيا وقدور نور الدين من الجزائر، عن نتائج المسابقة الرسمية للطبعة الخامسة للمهرجان، في حفل مميز نشطته فرق الإقامات الإبداعية الثلاث، التي نُظمت على هامش المهرجان لمدة 12 يوما، وأطّرها كل من بابليش رانيكو من كرواتيا للأولى، والثانية قدور نور الدين من الجزائر، والثالثة بول غوردن إيمارسون من الولاياتالمتحدةالأمريكية، وضمّت شباب من مختلف المدارس والفرق الجزائرية، منها سيدي بلعباس، تيزي وزو، والبليدة وغيرهم. وقدّمت قبلها لجنة التحكيم توصياتها وملاحظاتها على المهرجان، منها التأكيد على ضرورة إقامة لجنة متخصصة لاختيار الفرق العالمية المشاركة لإعطاء قوة أكبر وأيضا فتح مسابقة محلية بين الفرق الجزائرية لاختيار ثلاث فرق على الأقل، لتشارك في نهائيات المهرجان، كما طالبت لجنة التحكيم بتحديد مدة العروض بين 20 إلى 30 دقيقة حتى يمكن التحكم في التقييم أكثر.لم تكن النتائج مفاجئة، حيث فازت الفرقة الصينية “بكين للرقص أل تي دي اكس” للمصممة الكوريغرافية الموهوبة”ما بو” بالجائزة الأولى للمهرجان، بعد أن أبهرت جمهور قاعة المسرح الوطني محي الدين بشطارزي بعروضها، التي اتسمت بالقوة والإيحائية والتصميم الكوريغرافي الراقي. وافتتحت الفرقة اليوم الأول للمهرجان باعتبار الصين ضيف شرف، بعرض حمل عنوان “أغنية حزينة”، وتناول قضية الرقص المعاصر وصراع الراقصين من أجل ترسيم هذا الفن الجديد في الصين العريقة بتقاليدها وعاداتها، بينما عادت في اليوم الثالث للمهرجان، بتقديم العرض الذي دخلت به المنافسة وحمل عنوان “كل نهر أحمر”، حيث نقلت الحضور إلى عالم الموت والحياة وما بعد الموت في حوار فلسفي وجودي راق جدا، بين الجسد والموسيقى والحركة. وعادت الجائزة الثانية للمهرجان للفرقة اليونانية “بروكسيما للرقص” والتي وإن بدت محدودة في توظيف التقنيات الحركية والرقص، إلا أنها أبدعت في الكوريغرافيا التي سبق وأن نالت عليها الجائزة الأولى للكوريغرافيا بمهرجان “أوروبا الجديدة” في العاصمة التشيكية “براغ”، ورحلت الفرقة بالحضور في اليوم السادس، إلى عوالم الفلسفة اليونانية وحكمة الإغريق في رؤيته للكون والخلق وعلاقة الحسد بالوجود والطبيعة ممثلة في نبات الدرة. وكانت الجائزة الثالثة من نصيب فرقة “السلام” من سيدي بلعباس للمصممة الكوريغرافية نصيرة بلازا ممثلة للجزائر، عن عرضها الموسوم “الدائرة” والذي دخلت به المنافسة بقوة في اليوم الأول ، وتناولت فيه مسألة فلسفية بحتة حول الحياة التي تدور وتعود وتدور إلى مالا نهاية. وقد نال العرض إعجاب لجنة التحكيم والجمهور على السواء وأكد التطور الكبير الذي تشهده الفرق الجزائرية. كما منحت من جهتها لجنة التحكيم جائزتها إلى العرض البريطاني “فنون الحركة” للمصمم الكوريغرافي “بيلي كوي” والذي أدخل إلى الجزائر ولأول مرة العرض الثلاثي الأبعاد في الرقص المعاصر، وتناول فيه مسألة التناسق بين الراقصين، حيث وضع راقصتين واحدة حقيقية والأخرى افتراضية، وقدم من خلاله للحضور دروسا في التناسق والانسجام وفن الحركة بينهما. للإشارة، انطلق المهرجان في 15نوفمبر واختتم أول أمس 22 من نفس الشهر، وشهد مشاركة 24 دولة، بين عربية وأجنبية، وإنجاز ثلاث إقامات إبداعية ومشاركة ستة فرق جزائرية، بالإضافة إلى تنظيم عدد من الورشات والندوات مع كوريغرافيين عالميين.