النظام السوري أعلن أنه سيشارك في جنيف 2 بدون شروط مسبقة، فهل مازالت المعارضة متمسكة بشروطها المسبقة قبل المشاركة في هذا المؤتمر؟ الأمر ليس بيد النظام السوري، لأن هناك توافقا دوليا بشأن رحيل الأسد، وهناك رعاة دوليون يضمنون ذلك، لأن مؤتمر جنيف 2 يقوم على أسس، ومن بين هذه الأسس نتائج مؤتمر جنيف 1، الذي يقضي بتشكيل هيكل للسلطة بصلاحيات موسعة، ورحيل الأسد بالنظر إلى ما ارتكبه من مجازر في حق الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ. وهل ستشارك المعارضة في مؤتمر جنيف 2 حتى ولو لم يستجب الرئيس بشار الأسد لشروطكم بالتنحي عن الحكم؟ لا يوجد أحد من المعارضة يمكنه المشاركة في مؤتمر جنيف2 قبل الاستجابة لشروطنا التي من بينها وقف القتل وفتح السجون أمام المعتقلين وفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة، فلا هدف من الذهاب إلى جنيف2 إذا لم تتحقق هذه الشروط، هذا إذا كان هناك مؤتمر أصلا. ولكن المعارضة تتعرض لضغوط شديدة من الدول الكبرى لإجبارها على المشاركة في جنيف 2؟ مؤتمر لندن الذي انعقد في 22 نوفمبر الماضي نص على أمور أساسية، من بينها تشكيل سلطة جديدة بصلاحيات واسعة وضرورة رحيل الأسد، والذي يضغط على المعارضة من أجل المشاركة في مؤتمر جنيف 2 عليه أن ينفذ ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر جنيف 1، وفي مؤتمر لندن، وهناك قرارات جامعة الدول العربية، وإلا فلا داعي للذهاب لجنيف 2. هل بإمكان الاتفاق الإيراني مع الدول الكبرى حول ملفها النووي أن يساعد على عقد جنيف 2؟ نحن نقول لإيران التي تورطت تورطا مباشرا في الأزمة السورية أوقفي تورطك في سوريا واسحبي ميليشياتك اللبنانية والعراقية والإيرانية من سوريا، ولولا ما ترسله إيران من سلاح وعتاد لكان النظام السوري قد سقط منذ مدة، لأن الذين نحاربهم الآن هم شبيحة إيران ولبنان والعراق، والذين يرتكبون المجازر في النبك هم ميليشيات طائفية، وإذا لم ترفع إيران يدها عن سوريا وتوقف إرسال السلاح والرجال فسوف يكون هناك رد بالمثل، فليس من مصلحة المجتمع الدولي وإيران تدفق مزيد من الرجال والسلاح إلى سوريا.