قال كمال رزاق بارة، المستشار برئاسة الجمهورية، إن ليبيا تسير نحو استكمال مشروعها في بناء دولة حديثة، نافيا ل”الخبر” أن يكون وصف الدولة الفاشلة أمنيا مطابقا لما يجري في ليبيا، معتبرا أن لقاء غدامس الذي جمع رؤساء حكومات الجزائر وليبيا وتونس ثم الاتفاق المرتقب بين الجزائر وطرابلس دليلا على تنسيق أمني رفيع. رفض بارة القول بوجود فشل أمني في مسار الدولة الليبية من بعد سقوط نظام معمر القذافي، وكان بارة يتحدث ل”الخبر” على هامش حضوره افتتاح ملتقى ”هندسة الأمن الجهوي في حالة الساحل” الذي احتضنته المدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية بالعاصمة أمس، قائلا إن كل ”المؤشرات تقول إن ليبيا الحديثة تؤسس تدريجيا لمنطق الدولة”، وقال”ستوقع الجزائر وليبيا اتفاقات أمنية هامة في زيارة الوزير الأول سلال نهاية الشهر... أليس هذا دليلا على توجه الأمور نحو مسارها الصحيح؟”. وفي سياق مداخلات خبراء شاركوا في الملتقى، لفت نور الدين دخان، أستاذ بجامعة المسيلة، في محاضرة حول الأمن الإنساني في التعامل مع المعضلة الأمنية في الساحل، إلى أن منطقة الساحل ”تعيش عنفا عشوائيا رسميا ومن طرف جماعات مسلحة منتشرة في الإقليم”، وذكر ”هناك تهديدات مرتبطة بالمشاكل السياسية والاقتصادية والبيئية لاسيما مشكلة التوارڤ التي انسحبت حتى على دول الجوار كالجزائر”، ومن بين المشكلات الجديدة ”هجرة ا للاجئين ويمكن ملاحظة ذلك في عين ڤزام وعين صالح وبرج باجي مختار”. لكن حديث نور الدين دخان عن المشكلات الإنسانية يقود لتحديد طبيعة أحد الأشكال الجديدة لممارسة التدخل لأجندات مشبوهة ”العامل الإنساني بات موظفا كأداة في النزاعات، والاتحاد الأوروبي بات يرى في هذا الملف ضرورة منذ اعتداءات 11 سبتمبر، إنها فرصة جديدة لممارسة تدخل في الأمن العالمي”. ويرى دخان أن بروز العامل الإنساني في خطاب القوى الكبرى، ليس نتاج قوة المجموعات الإقليمية الدولية بقدر ما يعكس ضعف بعض الأليات الإفريقية في تحقيق أهدافها ”فآلية النيباد أثبتت غياب مؤسسات رسمية تتابع أداءها، فرغم أنها مبادرة رائعة لكنها افتقدت لآليات المتابعة، فلا البرلمان الإفريقي ولا غيره من المؤسسات ساهم في متابعة هذه الآلية”، يضاف إلى ذلك ”المشكل الأصل المتمثل في هشاشة الدول نفسها والعنف الموجه فيها”. وفي الجلسة الثانية تحدث سليم شيخاوي من جامعة الجزائر 3 عن المقاربة الخليجية للأمن الجهوي، فتحدث عن دول مجلس التعاون الخليجي كمجموعة واحدة، والقوى الصاعدة مثل إيران. وشرح شيخاوي ”هناك تقاطع في مفهوم الأمن الإقليمي الخليجي بين أمريكا ودول مجلس التعاون، في وجود معطى مهم تصنعه إيران”، وأضاف ”أمريكا كقوة عسكرية تمكنت من الحفاظ على تحكمها الجيوستراتيجي في المنطقة”. ويشرح شيخاوي: ”هناك خارطة جيواقتصادية تقودها بلدان الخليج” وهناك ”طرف ثالث هو إيران التي تمثل محور الجيوثقافي كقوة إقليمية حافظت على شبكات نفوذها بحفاظها على التناقضات المذهبية في المنطقة”، وخلص إلى القول ”الأمن الخليجي يشكل محور تلاقي استراتيجيات دولية بعوامل عدة أهمها تلاقي المشرق والمغرب في المنطقة ووجود ممرات مائية مهمة جدا”.