تحدثت فاليري أموس، منسقة الأممالمتحدة للإغاثة الدولية، أمس، في جنيف عن الأوضاع الإنسانية في سوريا، واصفة الحال بأنه ”واحدة من أكبر وأخطر الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث”، فيما ناشدت الأممالمتحدة المجموعة الدولية لتأمين مساعدات عاجلة للسوريين في الداخل وفي دول الجوار ممن يعيشون في العراء في مخيمان اللاجئين في فصل الشتاء. وكانت الأممالمتحدة حذرت من استمرار تعقد الأزمة السورية وتأثيرها على الأوضاع السياسية، في إشارة إلى ضرورة مواصلة المساعي الدولية للضغط على الفرقاء السياسيين في سوريا للجلوس إلى طاولة الحوار في مؤتمر جنيف 2، وتفادي المزيد من التعقيدات، على خلفية تفكك جبهة المعارضة السورية وعلى رأسها المعارضة المسلحة التي تحولت إلى معارضات متطاحنة فيما بينها. وبهذا الخصوص جدد جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي، عزم بلاده على عقد مؤتمر الحل السياسي، مشيرا في حواره أمس مع قناة ”سي أن أن” أن إدارة البيت الأبيض الأمريكي تعمل على دعم المعارضة المعتدلة لتجاوز أزمتها وتوحيد صفوفها في وجه النظام والمتطرفين على حد السواء، وهو الشرط الذي ترى فيه الخارجية الأمريكية حتمية لعودة المساعدات ”غير قتالية” التي أوقفتها منذ فترة على خلفية ضبابية الرؤية فيما يتعلق بالجماعات المعارضة المسلحة التي باتت تتقاتل فيما بينها للسيطرة على الأرض، ما أدى إلى تراجع الجيش الحر مقابل صعود الجماعات الإسلامية المتطرفة وأخرى أقل تطرفا. على صعيد آخر تحدثت مصادر مقربة من الجبهة الإسلامية عن عقد قيادات الجماعة لسلسلة من اللقاءات أطلقت عليها ”جلسات شرعية إسلامية” مع ممثلين عن تنظيمي جبهة النصرة ودولة العراق والشام (داعش)، إلى جانب ممثلين عن الجيش الحر وذلك للتحكيم في الخلافات بين هذه الجماعات وتسليم السجناء، في إشارة إلى أن الجبهة الإسلامية باتت المسيطرة على الأرض وتملك قنوات تواصل مع الجماعات الجهادية، ما يجعلها أقرب من الجماعات المتطرفة مما هي عليه من الجيش الحر العلماني، على عكس ما تأمله إدارة البيت الأبيض الذي يراهن على تحالف بين الجبهة الإسلامية والجيش الحر في وجه الجهاديين.