يوما بعد اخر، تكشف تقاريرُ اجهزة استخبارت مختلفةٌ عن حجم وقدرات المقاتلين الاجانب في سورية، واخرُ هذه التقارير جاء من واشنطن وتل ابيب، ليؤكدَ خطورة هذه الظاهرة ودورها في العمليات العسكرية الدائرة في سورية. في الوقت الذي تشهد فيه مدينة جنيف السويسرية حَراكا دوليا كبيرا لايجاد حل سياسي للازمة السورية ، تتوالى التقارير الاستخبارية عن دور المقاتلين الاجانب وقدراتهم العسكرية في هذا البلد. مدير الاستخبارات القومية الأمريكية جيمس كلابر كشف في جلسة الاستماع السنوية بمجلس الشيوخ عن وجود ما يزيدُ عن سبعة آلاف مقاتل اجنبي في سورية يقاتلون الى جانب المعارضة المسلحة ، اضافة الى انه تم رصد العديد من مجمَّعات التدريب لهؤلاء المقاتلين الذين قدموا، بحسب المسؤول الامريكي، من نحو خمسين بلدا، بينها دولُ أوروبية وعربية واقليمية . كما وكشف كلابر ان اعدادا من مقاتلي "جبهة النصرة" يتدربون لتنفيذ مخططات لشن هجمات في الولاياتالمتحدة . ولكن للاستخبارت الاسرائيلية رأي اخر في اعداد المقاتلين الاجانب في سورية، وحسب رئيس هيئة الاستخبارات الاسرائيلية افيف كوخافي فإن اكثر من ثلاثين الفَ اجنبي يقاتلون في سورية تحت لواء "الجهاد العالمي"، وَفق المسؤول الاسرائيلي. وبغض النظر عن بورصة ارقام اجهزة الاستخبارات المختلفة، فان مما لا شك فيه ان سورية باتت مرتعا للمقاتلين الاجانب اكان ذلك في صفوف "جبهة النُصرة" او في صفوف تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" ، الذي يعرف ب"داعش" ، ولا شك ايضا في انهم باتوا جزءا مهما من المعادلة العسكرية بعد ان اثبتوا حضورهم وقدراتهم في المعارك الحاصلة في البلاد . ما يعني ان جنيف 2 اذا تمكن من ايجاد حل للازمات الانسانية والسياسية في البلاد فان ذلك لن يكون كافيا للخروج من الازمة والعبور بسورية الى بر الامان .