خيّب موقف رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش الصادر الخميس الماضي، بالانسحاب من اللعبة السياسية، آمال فاعلين سياسيين، أبدوا عدم اقتناعهم بمنطقه القائل ”من رأى منكم منكرا فليغيره بلسانه أو بقلبه”. قال رئيس جبهة الجزائر الجديدة جمال بن عبد السلام ل”الخبر”: حبذا لو بقي حمروش على صمته، لقد آلمني موقفه المنطوي.. لما تحدث في المرة الأولى بزغ نوع من الأمل، لكنه فضل أن يخاطب الجزائر بالطلاسم ويلعب الغميضة، في حين أن الشعب يحتاج إلى رسائل صريحة واضحة”. واستدرك ”حين يبلغ الجيل الذي حرر البلاد وساهم في بناء الدولة إلى هذا المستوى من العجز، هذا مخيب جدا، تمنيت منه أن يقول كلمة حق في آخر عمره ولكني لا احتفظ منه إلا بمقوله إذا قدم النظام مرشحا فإني لن أترشح ضده”. واعتبر نبيل سوامي العضو القيادي في حركة السبيل ”غير المعتمدة ”، أن حمروش بقي وفيا لتقاليده ومبادئه، وقال إن ما صدره عنه لا يختلف عن رأي الجزائري العادي، وخصوصا الحاجة للخروج من نظام يهيمن عليه الجيش والمخابرات والريع. وأضاف ”رئيس الحكومة الأسبق طرح إشكالية رئيسية، وهي لماذا يبحث الجزائريون عن الرجل المخلص أو الرجل المعجزة وهو بخطابه يقول للجزائريين إنه رجل عادي مثل الجميع”. وقال سوامي: ”حمروش مثل حسين آيت أحمد ومهري وطالب الإبراهيمي وآخرين وصلوا إلى آخر الطريق”، وهو يعترف بأنه ”عاجز،” وهو يطلب التعبئة العامة لإصلاح النظام وتغيير الاتجاه نحو دمقرطة الوطن بدل ”الدخول في السور”. واعتبر محمد حديبي، الأمين الوطني للإعلام في حركة النهضة، التي قاطعت الانتخابات الرئاسية، أن حمروش وصل إلى نفس القناعة التي نادت بها الطبقة السياسية الجادة من قبل، لافتا إلى أن الأمر ”ليس بجديد على الرأي العام وأن من يريد التغيير ويعمل من أجل الجزائر وشعبها أن يلتصق مع الشعب في كل كبيرة وصغيرة بحضور قوي وفاعل وليس بتصريحات في مناسبات وبعد سكوت وفي منعرجات حاسمة عاشها الشعب الجزائري بسبب ممارسات نظام الحكم ولا يمكن أن ينساها”. وأضاف ”جيل الثورة أدى ما عليه وهو مشكور وتأكد يوما بعد يوم محدودية أفقه لقيادة البلد وكفاءته وعدم قدرته على مجاراة التحولات التي يعيشها الشعب الجزائري، وعليه أن ينسحب خصوصا ما يحمله من تناقضات ورواسب وتصفية الحسابات تهدد مستقبل البلاد باستعماله مؤسسات وأجهزة الدولة في فرض أجندته ووصايته على الشعب”، مستطردا ”إننا نعتقد أن جيل اليوم هو الأقدر على قيادة البلاد، هو من يصنع مستقبله وليس جيلا انتهى زمانه ويريد أن يرهن البلد باستعمال أدوات وأساليب ليست نضالية ولا قواعد ديمقراطية، وإنما باستعمال مؤسسات الجمهورية التي يراها حكرا عليه وليست للشعب وفي خدمة الشعب”. ورفض كثير من الأحزاب السياسية تجنب التعقيب على رسائل حمروش، واكتفى قيادي في جبهة القوى الاشتراكية فضّل عدم الإفصاح عن اسمه بالقول ”لقد فعل رئيس حكومة الإصلاحات ما يملي عليه ضميره وسينصفه التاريخ يوما”.