دعا رئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله، أمس، مناضليه والشعب الجزائري إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية، باعتبار ذلك، حسبه “وسيلة وحيدة لرفض المشاركة في مهزلة انتخابية تقوم على التزوير ولا تعترف بمبدأ التداول على السلطة، وفي غياب أي ضمانات قانونية لسير انتخابات حرة ونزيهة”. وانتقد جاب الله نظام الحكم القائم كما قال “على الهوى والغرض، وتغييبه للقوانين والمؤسسات”، كما رد على المساندين للمترشح بوتفليقة والذين تحججوا بقدرات هذا الأخير العقلية بقوله: “نحتاج إلى عقل سليم في جسم سليم وهذا الشرط لا يتوفر في مرشح النظام”. وندد رئيس جبهة العدالة والتنمية ب”التضييق على الحريات والقمع الممارس في حق المتظاهرين سلميا”، مؤكدا “دعمه لكل موقف رافض للعهدة الرابعة ومطالبا بالتغيير بطرق سلمية”. كما انتقد جاب الله، خلال التجمع الذي نشطه، أمس، بدار الشباب محمد لذرع بميلة: “السياسات التي تنتهجها السلطة من أجل ضمان الاستمرار في السلطة من خلال الاعتماد على القمع والترهيب والتضييق على الحريات”. وتحدث جاب الله عن أزمة الحكم في الجزائر، والتي جعلت البلاد تعيش حالة من الفوضى ورهنت مستقبل الأجيال، ومنها تغييب القانون ونهب المال العام وغياب الرقابة الإدارية والمالية وانتهاك الحريات الأساسية جعلها كلها تحت رحمة الحاكم، ما جعل مؤسسات الدولة كلها بين يدي الرئيس يسخرها كيفما شاء. وقدم جاب الله مبررات دعوة حركته للمقاطعة بقوله: “كل بوادر التزوير لاحت في الأفق بدءا بتكليف وزارة الداخلية بتسيير الانتخابات ثم تقديم مرشح مريض، بالدوس على شرط أساسي في القانون يتمثل في شرط السلامة البدنية للمترشح”، وأضاف جاب الله بأن بوتفليقة، مرشح السلطة، مريض ولا يمكنه قيادة البلاد. نافيا أن تكون المقاطعة دعوة لإثارة الفتنة، كما يحاول الموالون لبوتفليقة الترويج له، وإنما الفتنة في الاستمرار في نهب المال العام والدوس على القانون، مؤكدا دعمه لحركة “بركات”.