أقر البرلمان الأوكراني إنشاء “حرس وطني” سيتشكل من 60 ألف متطوع للدفاع عن شبه جزيرة القرم، حيث سيقام استفتاء غدا لفصلها عن أوكرانيا. وسرعان ما استجاب 40 ألف متطوع للتجنيد في مراكز الجيش الأوكراني الذي يقدر بحوالي 130 ألف مقاتل، مقابل 850 ألف جندي روسي. وكانت الحكومة الأوكرانية قد صرحت، منذ يومين، أنها لن تخوض حربا في القرم. وقال رئيس مجلس الأمن القومي والدفاع، أندري باروبي، إن هذا القرار جاء إجابة عن التحدي الروسي لأوكرانيا، خاصة وأن روسيا شرعت في مناورة عسكرية واسعة النطاق في المنطقة. وأشارت وكالة “إيتار تاس” الروسية إلى أن 4 آلاف رجل من المظليين و36 طائرة و500 آلية تشارك في المناورات في روستوف، على الحدود مع أوكرانيا. بينما تريدها روسيا ردا على مناورة أخرى قام بها الناتو بمشاركة بولندا ورومانيا قرب الحدود الأوكرانية من جهة البحر الأسود. وتجري هذه الاستعراضات في ربع الساعة الأخير قبيل الاستفتاء الذي يشارك فيه 1,5 مليون، معظمهم من أصول روسية، لجر موسكو إلى طاولة الحوار. وقد التقى، أمس، وزير خارجية روسيا، سرغاي لافروف، بنظيره الأمريكي، جون كيري، بلندن، في آخر محاولة قبل ضم القرم. ومن واشنطن، أكد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، مساندته لأوكرانيا، خلال استقباله الوزير الأول الأوكراني، أرسيني ياتسينوك، بالبيت الأبيض، حيث قال إنه في حال مواصلة موسكو سعيها في أوكرانيا، “سنكون مجبرين على فرض تكلفة لخرقها للقانون الدولي”. فيما حذرت المستشارة الألمانية الرئيس الروسي من “عواقب اقتصادية وسياسية على المدى البعيد”. ونقلت الوكالات الغربية عن زعيم الأقلية التترية بالقرم، مصطفى جميلاف، إعلانه مقاطعة الاستفتاء ودعوة الناتو إلى التدخل. من جانبه، قال لافروف إنه من حق بلده ضمان الأمن لمواطنيه، بعد مواجهات وقعت أول أمس بدانتسك، شرقي أوكرانيا، خلفت أول قتيل من الموالين لكييف. وقال إن السلطات الأوكرانية “لا تتحكم في الوضع وأن روسيا واعية بتحمل مسؤولية في توفير الأمن لمواطنيها”.