بعد أن سيطرت القوات السورية مدعومة بمقاتلي حزب الله اللبناني على بلدة يبرود الاستراتيجية، شرعت هذه القوات في الزحف على المناطق الحدودية مع لبنان والتي تسيطر عليها فصائل المعارضة السورية بهدف غلق هذه الحدود ومنع تسلل مقاتلي المعارضة إلى لبنان، سواء للحصول على السلاح أو لإرسال انتحاريين وسيارات مفخخة للانتقام من “تدخل حزب الله” في الحرب الأهلية في سوريا. وذكر ناشطون سوريون أن النظام يحشد قواته المدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني لشنّ هجوم واسع النطاق على بلدة “فليطة” التي تسيطر عليها قوات المعارضة في جبال القلمون بالقرب من الحدود اللبنانية. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني سوري قوله إن هذه الهجمات ستتركز في رنكوس جنوب يبرود وبلدتي فليطة ورأس المعرة إلى الشمال الغربي منها، والتي لجأ إليها مقاتلو المعارضة الذين كانوا متحصنين في يبرود. وتحدثت مصادر إعلامية مقربة من النظام السوري عن سيطرة الجيش السوري على ثلث قرية “رأس العين” بجبال القلمون المحاذية ل “فليطة”. وكثف الجيش السوري عملياته العسكرية في مختلف الجبهات خاصة في دمشق وريفها وحلب وريفها وحماة ودير الزور ودرعا، حيث قصف مواقع المعارضة بالمدفعية وبالبراميل المتفجرة واشتبك بها في أكثر من جبهة، يأتي ذلك مع بداية النظام السوري تحضيراته للانتخابات الرئاسية التي من المرجح أن يترشح الرئيس بشار الأسد لعهدة ثالثة. وفي مرتفعات الجولان السورية المحتلة، أدى وقوع انفجار عبوة ناسفة قرب الحدود السورية إلى إصابة 3 جنود صهاينة، وقال راديو الجيش الصهيوني: إن القوات “الإسرائيلية” ردت بإطلاق نيران المدفعية على الأراضي السورية. وقال رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو “إن الحدود مع سوريا باتت مليئة في الآونة الأخيرة بعناصر من حزب الله ومن الجهاد العالمي، وهذا يضع إسرائيل أمام تحد من نوع جديد”. من جهة أخرى قال رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي إن 3 سنوات من الحرب كلفت سوريا 31 مليار دولار أو ما يعادل 4.7 ترليون ليرة سورية، ويعادل هذا المبلغ الناتج الداخلي الخام لسوريا والبالغ 34 مليار دولار حسب خبير اقتصادي سوري. من جهة أخرى، قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أمس إن قوات النظام السوري اعتقلت ما لا يقل عن 215 ألف سوري: من بينهم نحو 9 آلاف دون سن 18 ونحو 4530 امرأه، 1270 منهن طالبة جامعية، فيما بلغ مجموع المعتقلين من الطلاب بشكل عام نحو 35 ألفا و800 طالب خلال سنوات الأزمة التي دخلت عامها الرابع. أما رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا فقال في كلمة أمام البرلمان الأوروبي بمناسبة ذكرى مرور 3 سنوات على “قيام الثورة” في سوريا، إن الشعب السوري “يتعرض لأسوأ مذبحة في تاريخنا المعاصر في مواجهة نظام نازي لا يعرف قيمة للحياة البشرية”. وتطرق الجربا بشكل غير مباشر إلى قضية سقوط مدينة يبرود بيد الجيش السوري قائلا “نحن نربح أرضا هنا ونخسر أخرى هناك، لكننا ماضون لإنجاز الهدف الذي يجمع تطلعات شعبنا المشروعة”، على حد قوله. وفي تطور آخر أعلنت واشنطن عن توقيف أنشطة السفارة السورية في واشنطن والقنصليتين الفخريتين في ميشيجان وتكساس فورا.