“ليس من عادتي الكتابة ككل الجزائريين، ولكن استوقفني مقال قرأته بجريدة وطنية عنوان موضوعه “بوتين، عودة القيصر”! لما فيه من دلالات سياسية عميقة. فالرجل عمل ضمن أطقم جهاز المخابرات السوفيتية “كجيبي”، كما أنه عاصر مراحل السقوط الحر لعقد المنظومة الاشتراكية، وتفكك الاتحاد السوفيتي الذي شكّل عمودها الفقري، وصلب ما أثار شهيتي للكتابة هو تعيين الرئيس المقعد بوريس يلتسين للشاب الطموح فلاديمير بوتين رئيسا للحكومة بالنظر إلى انحيازه للمشروع القومي. ليكون بعد ذلك رئيسا للجمهورية في روسيا الاتحادية، لتبدأ حقبة جديدة وتنهض روسيا من سباتها العميق! إذا كان فينا رئيس مقعد لماذا لا يعين لنا خليفة شابا وما أكثرهم لتنهض الجزائر من كبوتها وتأخذ دورها الريادي الذي خلقت له؟... يحي بونيبان. باتنة. ما أثرته يا يحي يدعو فعلا للتأمل.. لكن بوتفليقة لا يشبه يلتسين الروسي إلا في العجز وعدم التركيز.. يلتسين كان يحيط به جمع من الشباب من أمثال بوتين ورئيس وزراء بوتين فيما بعد ورئيس روسيا بعد بوتين.. لكن بوتفليقة الجزائر لا يحيط به في الرئاسة أمثال بوتين... بل ما يحيط به من رهط سياسي وغير سياسي نعم “بتاتة” ليس بينهم بوتينا واحدا! يرددون ما يقوله أو يتمتم به الرئيس “كالتاتة” في رنين صاخب كالبتاتة! هل تتصور أن عمارة بن يونس أو عمار غول أو أويحيى أو سعداني أو سلال يمكن أن يكون أحدهم مثل بوتين بعد رحيل بوتفليقة كما رحل يلتسين؟ يلتسين الجزائر بوتفليقة إذا رحل أو رحل من طرف النظام أو خالق السماوات لن يعين مكانه شاب مثل بوتين لأنه غير موجود في محيط وأفق الرئيس بوتفليقة في الوقت الحاضر والرئيس ليس له أي استعداد ليعين شابا من نوع بوتين، لذلك حكمنا بالعجائز مثله من الأمثال ميسوم صبيح وبوعلام بالسياح وبن صالح، والعربي ولد خليفة ولا أتحدث عن عجائز الجيش؟! حتى الأرانب الذين اختارهم لمنافسته في الرئاسيات لا أمل في أحد منهم لأنهم مدرسة خاصة في التزلف والتدلل والبزنسة السياسية والهوان الأخلاقي والسياسي.. ! لا أمل يرجى منهم... ولو كان بينهم من سيشم فيه الرئيس بوتفليقة رائحة بوتين لدفنه سياسيا وهو حيا؟! هل تصدق أن الرئيس سيغير فعلا الدستور ويسلم المشعل إلى الشباب؟ أين هو هذا الشباب الذي سيسلم له المشعل في محيط الرئيس؟! لماذا أفسد الرئيس الدستور بفتح العهدات قبل 5 سنوات وأفسد الدستور بسحب الصلاحيات من رئيس الحكومة وإسنادها لنفسه... ثم يقول اليوم إنه سيعيد هذه الأمور إلى سابق عهدها.. لماذا لا نحاسبه على العبث الذي أحدثه ونصدقه في الوعود بإصلاح ما أفسد بحكمه؟ كلامك جميل يا يحي لو كان بجانب الرئيس أمثال بوتين وليس “البتاتة” الفارغة والتي تحدث الصخب الانتخابي هذه الأيام بصورة بائسة.. حسبنا الله ونعم الوكيل في هؤلاء.