عاش قطاع النقل الأسبوع المنقضي اضطرابات على مستوى عدة شركات تشكل عموده الفقري، غير أنه سُجل غياب كلي للمسؤول الأول عن القطاع الوزير عمار غول المنشغل بصفة تامة بتنشيط الحملة الانتخابية للمترشح عبد العزيز بوتفليقة. تواصل إضراب عمال الشركة الوطنية للنقل بالسكة الحديدية منذ يوم الاثنين المنصرم إلى غاية مساء أول أمس، والتحق بهم عمال ”مترو الجزائر” يوم الأربعاء، دون أن تصدر وزارة النقل أي بيان يوحي بأنها مهتمة بهذه الأزمة التي شكلت مصدر حرج كبير لآلاف الزبائن، ليس فقط بالعاصمة بل على المستوى الوطني بحكم شل عمال شركة النقل بالسكة الحديدية كل الخطوط عبر الوطن بما فيها نقل البضائع، فسجل يوم الخميس بداية ظهور طوابير أمام محطات البنزين خوفا من تأثير الحركة الاحتجاجية على إيصال الوقود لنقاط البيع. ورغم دخول عمال المترو في إضراب متواصل لغاية كتابة هذه السطور، ظل الوزير عمال غول ودائرته الوزارية يلتزمان الصمت، في المقابل واصل عمار غول رئيس حركة تاج في تنشيط التجمعات الشعبية عبر ربوع الوطن في إطار الحملة الانتخابية للمترشح عبد العزيز بوتفليقة، ولو لم تتزامن هذه الحركات الاحتجاجية مع الحملة الانتخابية، كنا سنرى الوزير بكل تأكيد يخطف الأضواء بالنزول لساحة الوغى وإعادة الأمور إلى نصابها. فرنسيون لقيادة عربات المترو ميدانيا، إن كان عمال شركة النقل بالسكة الحديدية عادوا إلى العمل بعد الوصول إلى اتفاق مع إدارة الشركة، فإن عمال المترو واصلوا إضرابهم لليوم الثالث على التوالي، وإن كانت شركة ”آر.آ.تي.بي الجزائر” قامت بضمان الأدنى للخدمة يومي الأربعاء والخميس بإيفاد عمال فرنسيين لقيادة عربات المترو بدلا من المضربين، فإن أبواب المترو كانت موصدة في وجه الزبائن صبيحة أمس، رجحت مصادر ضرورة منح السوَّاق الفرنسيين قسطا من الراحة لقلة عددهم بعد يومين متتاليين من ضمان الخدمة. ويطالب عمال المترو بفتح الحوار المتعطل منذ سنة بخصوص الاتفاقية الجماعية وتحسين الأجور وتحسين ظروف العمل.