اتهمت موسكو شركاءها في العواصم الغربية بدعم الإرهاب في سوريا، من خلال مد الجماعات المسلحة المعارضة بالعتاد العسكري، على حد تصريح وزير خارجية روسيا، سيرغي لافروف، الذي أشار في تصريح صحافي، أمس، أن “الدول الغربية عرقلت جهود روسيا في مجلس الأمن لإصدار بيان يدين الهجوم الذي شنه مسلحون على مدين كسب بمحافظة اللاذقية على السواحل السورية”، بحسب ما أوردته وكالة “إيتار تاس” الروسية. واعتبر وزير خارجية روسيا أن هجوم من أسماهم ب«الإرهابيين المتطرفين على ميناء اللاذقية من شأنه تعطيل عملية نقل الأسلحة الكيميائية نحو الخارج”، في إشارة إلى أن المعارضة المسلحة تقف وراء عرقلة تنفيذ خطة تدمير الترسانة الكيميائية للنظام السوري. تأتي تصريحات لافروف في الوقت الذي أكدت سيغريد كاغ، المنسق الخاص للبعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، أن عملية التخلص من الأسلحة الكيميائية في سوريا “تسير بشكل جيد وبالإمكان الانتهاء من نقل الكيميائي السوري قبل انقضاء المهلة المقررة بحلول نهاية شهر جوان”. إلى ذلك، أفادت الخارجية الروسية، نقلا عن الوزير لافروف، أن موسكو تواصل، على الرغم من الخلافات مع العواصم الغربية بسبب أحداث أوكرانيا وضم القرم، التشاور مع الشركاء الغربيين لإعادة بعث مؤتمر جنيف وتحديد موعد للجولة الثالثة من مفاوضات الحل السياسي بين الفرقاء السوريين، فيما أكد المتحدث باسم الخارجية الروسية، ألكسندر لوكاشيفييتش، أن بلاده مصرة على أن تكون الاتفاقيات المتوصل إليها في المفاوضات “تستند إلى توافق السوريين المشاركين في المحادثات بدلا من أن تكون إملاءات خارجية”، كما كشفت عن لقاءات مرتقبة بين وزير خارجية روسياوالولاياتالمتحدة الخارجية تحسبا للجولة الثالثة من مفاوضات الحل السياسي في سوريا، دون تحديد تاريخ اللقاء الوزاري. وفي سياق منفصل، جددت مجموعة “أصدقاء سوريا” الداعمة للمعارضة، رفضها لقرار الحكومة السورية تنظيم الانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد في شهر جويلية القادم، في تأكيد على أن “تنظيم انتخابات في ظل الظروف التي تعيشها سوريا مهزلة كبرى ولا يمكن للعالم أن يعتبر نتائج هذه الانتخابات شرعية”. في المقابل، تحدثت صحيفة “واشنطن تايمز”، الصادرة أول أمس، عن استياء عدد من كبار الدبلوماسيين الأمريكيين من طريقة تعامل إدارة الرئيس باراك أوباما إزاء ملف الأزمة السورية، إذ أكدت الصحيفة أن ممثلة الولاياتالمتحدةالأمريكية في الأممالمتحدة، سامنتا بور، وعددا من زملائها، أبدوا غضبهم مما أسموه “تساهل إدارة البيت الأبيض مع النظام السوري”، في إشارة إلى أن البيت الأبيض لم يقم بدوره بصفته القوة العظمى في العالم، كما نقلت الصحيفة الأمريكية على لسان السفيرة سامنتا بور قولها إن “الحرب المستعرة في سوريا أسوأ كارثة إنسانية في التاريخ، ومع ذلك تصر واشنطن على عدم التدخل بما يجب لإنهاء النزاع المسلح”. ميدانيا، ذكرت مصادر قريبة من المعارضة أن الجماعات المسلحة المعارضة الرابضة في الشمال بمحافظة اللاذقية، تستعد لمعركة السيطرة على المحافظة الساحلية، وفقا للبيان رقم 2 والموقع من طرف “غرفة عمليات معركة الأنفال”، وهي تكتل يجمع القيادات العسكرية للكتائب المسلحة التي أعلنت سيطرتها، في الأيام القليلة الماضية، على المعبر الحدودي مع تركيا “كسب”، إذ جاء في البيان أن الكتائب الإسلامية المسلحة تستعد لإطلاق المرحلة الثانية من معركة السيطرة على الساحل، فيما قالت تقارير إخبارية إن خلافات بدأت تظهر بين عناصر هذه الكتائب بسبب تصرف بعض المنتمين إليها واتهام الأهالي لهم بالسرقة ومحاولات تطبيق أحكام الشريعة وفقا لفهمهم. في الأثناء، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان باستمرار المعارك بين الجماعات المسلحة المعارضة والجيش النظامي في مناطق متفرقة من المحافظات السورية. وأضاف المرصد أن القوات النظامية “جددت قصفها صباح أمس على مناطق في بلدة المليحة، وترافق ذلك مع تنفيذ الطيران الحربي ست غارات جوية على البلدة ومحيطها”، في محاولة لإعادة السيطرة الواقعة بمحيط الغوطة الشرقية غير بعيد عن العاصمة دمشق.