تداولت مواقع إخبارية أجنبية على نطاق واسع، التحريف الذي تعرضت له تصريحات كاتب الدولة للخارجية الأمريكية، جون كيري، عن الرئاسيات المنتظرة في الجزائر، أثناء زيارته لها أمس الأول. وكان جون كيري قد ذكر أن ”بلاده تتطلع لانتخابات رئاسية تتسم بالشفافية وتستجيب للمعايير الدولية”، بينما ذكرت ترجمة وكالة الأنباء الجزائرية، أن كيري ”عبّر عن ارتياحه لمسار شفافية الانتخابات”. وتناولت مجلة ”ليكسبرس” الفرنسية، ترجمة وكالة الأنباء الجزائرية لكلام جون كيري، بنبرة ساخرة قائلة ”الشفافية في بعض الأحيان... تحدث اضطرابا”، مشيرة إلى أن وكالة الأنباء نقلت عن كيري كلمة الشفافية ولكنها حرفتها عن سياقها، وجاء مقال ”ليكسبرس” تحت عنوان ”وكالة الأنباء الرسمية تتلاعب بالكلمات”. ونشر موقع ”هوفبوست” الأمريكي في نسخته الفرنسية التي يتم إعدادها بالتعاون مع جريدة ”لوموند”، صورة ساخرة لكاتب الدولة الأمريكي جون كيري، وهو يردد الترجمة التي جاءت بها وكالة الأنباء الجزائرية لكلامه، وفي أسفل الصورة يضحك كل من الرئيس أوباما وهيلاي كلينتون، بينما يضع سلال يده على رأسه، ويظهر الرئيس بوتفليقة شاخص العينين متفاجئا لهذا الكلام. من جانبها، قالت وكالة ”أكي” الإيطالية إن خطأ في الترجمة كاد أن يسبب أزمة دبلوماسية بين الجزائر وأمريكا. وأوضحت الوكالة أن النص أعيد نشره على موقع كتابة الدولة الأمريكي، حتى يتم تجنب اللبس في فهم تصريحات كيري. وحاول مسؤولو وكالة الأنباء الجزائرية إرجاع الخلل إلى المترجم الذي كان ينقل تصريحات كاتب الدولة الأمريكي. وحول تداعيات الزيارة، أوضحت مجلة ”لوبوان” الفرنسية أن وصول جون كيري إلى الجزائر عرف انتقادات واسعة من المعارضة التي اتهمته بمساندة الرئيس بوتفليقة بسبب تزامن الزيارة مع الموعد الانتخابي. أما وكالة رويترز، فقد ركزت على الشكل الذي ظهر به الرئيس بوتفليقة، في المقتطف الذي بثه التلفزيون الرسمي وهو يتحادث مع جون كيري، حيث ذكرت أن بوتفليقة استقبل كيري واقفا رغم حالته الصحية ثم كلمه عن حاجة الجزائر إلى التكنولوجيا والتعاون الاستخباراتي، وفي الأخير مازحه متمنيا له الفوز بجائزة نوبل. وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن المحادثات بين الجانبين تمحورت حول مكافحة الإرهاب في الساحل وسبل القضاء على تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. ونقلت وصف كيري للجزائر بأنه ”شريك هام”.