يبقى البارز في كأس العالم الأولى بالأوروغواي أنها الكأس العالمية الوحيدة التي شارك فيها 13 منتخبا، تسعة منها من القارتين الأمريكيتين، وهي المكسيكوالأرجنتين والشيلي والبرازيل وبوليفيا والبيرو والأورغواي والولايات المتحدةالأمريكية والباراغواي، و4 منتخبات من أوروبا هي فرنسا ويوغسلافيا ورومانيا وبلجيكا، وهي الكأس العالمية الوحيدة أيضا التي عرفت مشاركة هذا العدد دون أن يلعبوا التصفيات المؤهلة إلى النهائيات. وجاء اختيار الأوروغواي لاحتضان المنافسة انطلاقا من كونها صاحبة آخر تتويج أولمبي سنة 1928 على حساب الأرجنتين، وكذا لاعتبارات أخرى لا علاقة لها بالرياضة، وتتعلق بكونها ستحتفل بمئوية استقلالها، وتعهدها ببناء ملعب جديد يليق باللعبة، حيث تم اختيار ثلاثة ملاعب، وهي ملعب بوسيتوس وملعب غران باركيو سينترال والملعب الجديد سينتناريو نسبة للمئوية، وقد تم الانتهاء من إنجازه بعد خمسة أيام فقط من انطلاق المنافسة، وكلها تقع بالعاصمة مونتيفيديو، ووضعت تحت تصرف اللجنة المنظمة للكأس لاحتضان المنافسة. وكان أول لقاء في هذه الدورة بين المنتخبين الفرنسي والمكسيكي، وقد عادت الكلمة فيه للفرنسيين بهدف المهاجم لوسيان لوران، فيما شهدت المنافسة تسجيل أقل حضور جماهيري في تاريخ المونديال، حيث لم يتجاوز ال300 مناصر في لقاء المنتخبين البيروفي والروماني، وانتهى لصالح الرومانيين بثلاثة أهداف لهدف واحد. وعرفت الدورة الأولى تسجيل 70 هدفا من مجموع 18 مباراة، كما شهدت مشاركة ثلاثة حكام من أوروبا، وهم البلجيكيان هنري كريستوف، وحكم النهائي جون لا نغينوس، إلى جانب الحكم الفرنسي توماس بالفاي. ويبقى أبرز هؤلاء الحكام الحكم البوليفي يوليزيز ساكيدو الذي أعلن عن خمس ركلات جزاء في الدورة أثارت الكثير من ردود الفعل، وبالمناسبة لم يكن آنذاك إلا الصحف كوسيلة لتدوين ما جرى في كأس العالم لعام 1930 من أحداث. الأوروغواي.. أول منتخب يتوّج بكأس العالم دخل منتخب الأوروغواي التاريخ من بوابة كونه الفريق الأول الذي يتوج بهذه المنافسة، بعد فوزه في المباراة النهائية على حساب منتخب الأرجنتين، بواقع أربعة أهداف لهدفين، في مباراة أدارها الحكم البلجيكي جون لا نجينوس، حيث أبقت اللجنة المنظمة على اسمه سرا لغاية اللحظات الأخيرة قبيل انطلاق المباراة خوفا على حياته، انطلاقا من الحساسية التي كانت قائمة بين البلدين، حيث وصلت لحدّ لعب كل شوط بكرة الفريق المنافس. ولم يكن تتويج الأوروغواي بالتاج العالمي ليفاجئ أحدا، لكون الفريق هو صاحب ذهبيتي أولمبياد 1924 وكذا 1928، لذلك فصعوده إلى أعلى مكان في المنصة، وتتويجه باللقب العالمي كان تكريسا لسيطرته لا غير ومواصلة للتألق على الساحة الدولية، رغم أن المباراة النهائية عرفت تقدما للأرجنتين في الشوط الأول بهدفين لهدف واحد. لكن الآلة الأورغوايانية تحركت في الشوط الثاني وسجلت ثلاثة أهداف كاملة، كانت كافية لإبقاء التاج بمونتفيديو، وأكدت سيطرة الكرة الأورغوايانية على نظيرتها الأرجنتينية بعد نهائي أولمبياد 1928. لكن قبل هذا فإن منتخب الأوروغواي أزاح من طريقه في دور المجموعات كل من البيرو بهدف لصفر، ومنتخب رومانيا برباعية كاملة، قبل أن يدك شباك منافسه اليوغسلافي بسداسية تاريخية في نصف نهائي سار في اتجاه واحد، ومثله فعل المنتخب الأرجنتيني الذي اكتسح كل من فرنسا بهدف لصفر، والمكسيك بسداسية كاملة لثلاثة. أما في اللقاء الأخير من دور المجموعات، فقد فاز على التشيلي بثلاثة أهداف لهدف وحيد، وحذا منتخب الأرجنتين حذو الأورغواي في الدور النصف نهائي، حينما سحق المنتخب الأمريكي بسداسية كاملة، ليتجدد النهائي بين الفريقين بعد أقل من سنتين في نهائي الأولمبياد، وفي مباراة ثأرية للأرجنتين وللتأكيد للأورغواي.